استرعى التصعيد الأخير بين إسرائيل وحزب الله الاهتمام والقلق الدوليين. فخلال عطلة نهاية الأسبوع، أدى هجوم صاروخي من لبنان إلى مقتل 12 شاباً بشكل مأساوي في مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل، مما أثار مخاوف من اندلاع صراع إقليمي أوسع نطاقاً. وقد حثت الولايات المتحدة إسرائيل على ممارسة ضبط النفس أثناء معالجة الوضع، مؤكدة على الحاجة إلى الدبلوماسية.
الولايات المتحدة تحث على توخي الحذر في الوقت الذي تدرس فيه إسرائيل الرد على ذلك
وفي ضوء الهجوم الصاروخي، أكد البيت الأبيض على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنه دعا أيضًا إلى توخي الحذر لمنع المزيد من التصعيد. وقال جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض: “لا يوجد سبب، من وجهة نظرنا، لأن يؤدي هذا الأمر إلى تصعيد دراماتيكي. لا يزال هناك وقت ومجال للدبلوماسية.” وشدد كيربي على أهمية تجنب نشوب حرب أوسع نطاقًا، مؤكدًا أن احتدام الصراع قد يكون له عواقب وخيمة.
الرحلات الجوية إلى بيروت تتأثر بتصاعد التوترات في لبنان
كما أثر الصراع المتصاعد على السفر الجوي. وبسبب المخاطر الأمنية، علّقت العديد من شركات الطيران، بما في ذلك لوفتهانزا وسويسرا ويوروينغز والخطوط الجوية الفرنسية، رحلاتها إلى بيروت. وأكدت الخطوط الجوية الفرنسية على أن “سلامة عملائها وطواقمها هي أولويتها الأولى”، في حين أبلغت شركات الطيران الأخرى عن تأخيرات لأسباب فنية تتعلق بمخاطر التأمين.
الجهود الدبلوماسية المبذولة لمنع نشوب حرب شاملة
وتنشط القنوات الدبلوماسية مع استمرار الجهود الرامية إلى منع نشوب حرب شاملة. وأشار دبلوماسي غربي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إلى أن إسرائيل من المرجح أن تبقي انتقامها من حزب الله في حدود معينة. وقال الدبلوماسي: “من الواضح أنهم يريدون اتخاذ موقف دون أن يؤدي ذلك إلى صراع شامل”، ملمحاً إلى رد رمزي ولكن مضبوط.
تحركات حزب الله واستعداداته العسكرية
بدأ حزب الله في نقل صواريخ دقيقة التوجيه، مما يشير إلى الاستعداد لتصعيد محتمل في الصراع. ومع ذلك، أوضح مسؤول في جماعة لبنانية أن حزب الله لا يسعى إلى حرب شاملة مع إسرائيل. وذكر المسؤول أن حزب الله سيقاتل بلا حدود إذا اندلعت الحرب، لكنه كرر تفضيل الحزب تجنب مثل هذا السيناريو.
زيارة نتنياهو والاحتجاجات المحلية
زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرية مرتفعات الجولان حيث وقع الهجوم الصاروخي. وتوعد برد قاسٍ قائلاً: “ردنا سيأتي، وسيكون قاسياً”. ومع ذلك، احتج بعض السكان على زيارته، متهمين إياه باستخدام المأساة لأغراض سياسية. وهذا يسلط الضوء على ردود الفعل المعقدة والعاطفية للسكان المحليين على الصراع الدائر.
دعوة للحلول الدبلوماسية
وقد أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اتصالات مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، وحث كلاً من إسرائيل وحزب الله على التراجع عن تصعيد الصراع بينهما. وأكد بلينكن على أهمية منع المزيد من العنف والسعي لإيجاد حلول دبلوماسية لضمان سلامة وأمن المدنيين من كلا الجانبين.
منطقة على حافة الهاوية
وضعت التوترات بين إسرائيل وحزب الله منطقة الشرق الأوسط على حافة الهاوية، مع احتمال نشوب صراع إقليمي أوسع نطاقاً يلوح في الأفق. وتركز الجهود الدولية على منع التصعيد، لكن الوضع لا يزال متقلباً. وبينما تزن إسرائيل ردها ويستعد حزب الله لرد محتمل، لا يزال الأمل في التوصل إلى حل سلمي قائماً وسط حالة عدم اليقين.