اتهم المنظمون الأوروبيون شركة X التي يملكها إيلون ماسك بانتهاك قانون الخدمات الرقمية (DSA)، متهمين المنصة بتضليل المستخدمين من بين انتهاكات أخرى. وتعد هذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها المفوضية الأوروبية نتائج أولية في إطار اتفاق الخدمات الرقمية.
يكشف التحقيق الذي أجرته المفوضية الأوروبية أن شركة X لم تلتزم بمجالات الشفافية الرئيسية التي نصت عليها اتفاقية الخدمات الرقمية. تواجه المنصة مزاعم بتوظيف “أنماط مظلمة” لخداع المستخدمين، وعدم الاحتفاظ بمستودع كافٍ للإعلانات، وعرقلة وصول الباحثين إلى البيانات. تشير هذه الأنماط المظلمة إلى إشارات التصميم الخفية التي تهدف إلى دفع المستهلكين إلى التخلي عن البيانات الشخصية أو اتخاذ قرارات أخرى مفيدة للشركة. من الأمثلة الشائعة على ذلك عندما تبرز الشركات زر قبول التتبع بألوان زاهية بينما تقلل من أهمية خيار الانسحاب من خلال تقليل حجم الخط أو موضعه.
بالإضافة إلى ذلك، سلطت المفوضية الأوروبية الضوء على المخاوف المتعلقة بنهج X في التعامل مع الحسابات “التي تم التحقق منها”. ووفقًا للنتائج، فإن عملية الحصول على حالة التحقق لا تتماشى مع ممارسات الصناعة وتخدع المستخدمين. على عكس الممارسات التقليدية التي كانت تشير فيها الشيكات الزرقاء إلى مصادر موثوقة للمعلومات، على X، يمكن لأي شخص الاشتراك للحصول على الحالة التي تم التحقق منها. وقد أدى ذلك إلى وجود أدلة على وجود جهات خبيثة تسيء استخدام الشيك الأزرق لخداع المستخدمين، مما يقوض نزاهة المنصة.
إذا تم تأكيد النتائج الأولية التي توصلت إليها اللجنة، فقد تواجه شركة X غرامة تصل إلى 6% من حجم مبيعاتها السنوية العالمية. تؤكد هذه العقوبة المحتملة على خطورة الانتهاكات المزعومة والتزام الاتحاد الأوروبي بإنفاذ أحكام قانون حماية البيانات.
يهدف قانون الخدمات الرقمية، الذي دخل حيز التنفيذ في أغسطس، إلى خلق بيئة أكثر أمانًا وشفافية على الإنترنت. ومن بين قواعده العديدة أنه يحظر على وجه التحديد الأنماط المظلمة، مما يضمن عدم قدرة الشركات على التلاعب بالمستخدمين بمهارة في إجراءات تعرض بياناتهم الشخصية للخطر أو تؤدي إلى قرارات أخرى غير مواتية.
النتائج التي تم التوصل إليها ضد X هي نتيجة تحقيق مستمر أطلقه المنظمون في الاتحاد الأوروبي في ديسمبر. يمتد هذا التحقيق إلى ما هو أبعد من قضايا الشفافية وخداع المستخدمين، حيث يدقق المنظمون أيضًا في ممارسات الإشراف على المحتوى في X. يسعى التحقيق إلى تحديد ما إذا كانت شركة X قد انتهكت قانون DSA من خلال السماح بنشر محتوى غير قانوني وعدم مكافحة المعلومات المضللة بشكل فعال.
بدأ التحقيق الرسمي بعد أن بدأ مسؤولو الاتحاد الأوروبي في استجواب X في وقت سابق من العام الماضي. كان الدافع وراء هذا التحقيق هو تزايد المخاوف بشأن وجود حسابات تابعة لحركة حماس على المنصة، لا سيما في أعقاب الهجمات التي شنتها الجماعة الإرهابية ضد إسرائيل في 7 أكتوبر. وقد أثار وجود مثل هذه الحسابات القلق بشأن فعالية X في الإشراف على المحتوى وضمان سلامة المنصة وموثوقيتها.
لم تستجب شركة X لطلبات التعليق على هذه الادعاءات. وقد أدى صمت المنصة بشأن هذه المسألة إلى زيادة التدقيق والتكهنات حول امتثالها لقانون الإفصاح عن الخدمات الرقمية والتزامها العام بالشفافية وحماية المستخدمين.
يمثل قانون الخدمات الرقمية خطوة مهمة إلى الأمام في تنظيم منصات الإنترنت وحماية المستخدمين من الممارسات الخادعة. يهدف الاتحاد الأوروبي، من خلال فرض معايير صارمة للشفافية والإشراف على المحتوى، إلى تعزيز بيئة رقمية أكثر أمانًا حيث يمكن للمستخدمين الوثوق بالمعلومات التي يواجهونها والشعور بالأمان في تفاعلاتهم عبر الإنترنت.
ومع استمرار التحقيق، تظل الأضواء مسلطة على شركة X وممارساتها. قد يكون لنتائج هذا التحقيق آثار بعيدة المدى ليس فقط على X ولكن على المنصات الرقمية الأخرى العاملة داخل الاتحاد الأوروبي. تُعد هذه النتائج بمثابة تذكير بأن الامتثال لحلول DSA ليس اختيارياً، ويجب على المنصات إعطاء الأولوية لحماية المستخدم والشفافية لتجنب العقوبات الصارمة والحفاظ على مصداقيتها.
تسلط النتائج الأولية التي توصلت إليها المفوضية الأوروبية ضد X الضوء على مخاوف كبيرة بشأن شفافية المنصة وممارسات الإشراف على المحتوى. مع تقدم التحقيق، يراقب عالم التكنولوجيا عن كثب، مدركًا أن تطبيق قانون الخدمات الرقمية يمكن أن يعيد تشكيل مشهد تنظيم المنصات الإلكترونية وحماية المستخدمين.