الذكاء الاصطناعي يُحدث ثورة في إمكانية وصول المستخدمين ذوي الاحتياجات الخاصة

ai-revolutionizes-accessibility-for-disabled-users

في المشهد المتطور للتكنولوجيا، يلعب الذكاء الاصطناعي (AI) دوراً محورياً في تحسين حياة ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال التقنيات المساعدة المبتكرة. في الوقت الذي تتصدر فيه شركات مثل OpenAI و Google، يجد الأفراد ذوو الإعاقة سبلاً جديدة للاستقلالية والمشاركة في الأنشطة اليومية.

ومن أكثر التحولات اللافتة للنظر في تجارب أفراد مثل ماثيو شيروود، وهو مستثمر كفيف واجه تحديات العمى لأكثر من خمسة عشر عاماً. تقليدياً، كانت مهام مثل التسوق تتطلب مساعدة الأفراد المبصرين للمساعدة في تحديد الألوان أو التحقق من تواريخ انتهاء صلاحية المنتجات. ومع ذلك، من المقرر أن يغير الذكاء الاصطناعي هذه الديناميكية بشكل كبير.

لطالما ربطت تطبيقات مثل “كن عيناي” المستخدمين ضعاف البصر بمتطوعين مبصرين من خلال الفيديو المباشر، مما يسهل تقديم المساعدة في الوقت الفعلي. ومع ذلك، فإن التطورات الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي تلغي الحاجة إلى مساعدين بشريين. في العام الماضي، دخلت شركة Be My Eyes في شراكة مع OpenAI للسماح لنموذج الذكاء الاصطناعي بمساعدة المستخدمين مباشرةً. يمكّن هذا التكامل التطبيق من أداء وظائف مثل تحديد وقت طلب سيارة أجرة، وهي ميزة تنعكس أيضاً في تطبيق “Lookout” من Google، الذي يساعد المستخدمين ضعاف البصر في تعاملاتهم اليومية.

هذه التحسينات جزء من اتجاه أوسع لدمج الذكاء الاصطناعي في التقنيات المساعدة. كانت شركات التكنولوجيا الكبرى، بما في ذلك Apple وGoogle، في طليعة الشركات التي طورت أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي تلبي احتياجات مجموعة واسعة من الإعاقات. تشمل الابتكارات تقنيات تتبع العين التي تسمح للأفراد ذوي الإعاقة الجسدية بالتحكم في أجهزتهم بأعينهم والملاحة الموجهة بالصوت للمستخدمين المكفوفين عبر خرائط جوجل.

إن دمج الذكاء الاصطناعي في التكنولوجيا المساعدة لا يتعلق فقط بالراحة؛ بل إنه يعيد تشكيل التوظيف والاندماج الاجتماعي لذوي الاحتياجات الخاصة. في السابق، ربما احتاج المهنيون ذوو الإعاقة البصرية إلى مساعدة إدارية للقيام بمهام مثل قراءة المستندات. أما الآن، فإن أدوات الذكاء الاصطناعي توفر لهم القدرة على أداء هذه المهام بشكل مستقل، مما يتيح لهم فرص عمل جديدة ويسمح لهم بالتنافس بشكل أكثر فعالية في عالم الأعمال.

بالإضافة إلى الفوائد الفردية، تُعد تطبيقات الذكاء الاصطناعي هذه ضرورية لجعل التكنولوجيا متاحة للجميع. تستخدم الشركات منذ فترة طويلة الذكاء الاصطناعي لإنشاء تعليقات مغلقة آلية وقارئات الشاشة، ولكن التطورات الأخيرة تدفع ما هو ممكن إلى أبعد من ذلك. على سبيل المثال، قامت Google مؤخرًا بتحسين أدواتها للمستخدمين المكفوفين أو ضعاف البصر من خلال ميزة “السؤال والجواب” التي تستفيد من الذكاء الاصطناعي التوليدي، مما يتيح المزيد من التفاعل والتفاعل الهادف مع المحتوى الرقمي.

ومع ذلك، فإن تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي الشاملة لا يخلو من التحديات. غالبًا ما يتم تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على البيانات التي أنشأها البشر، والتي يمكن أن تحمل تحيزات متأصلة. يمكن أن تظهر هذه التحيزات في التقنيات، مثل مولدات صور الذكاء الاصطناعي التي تسيء فهم مفاهيم العرق أو الخوارزميات التي تعرض إعلانات الوظائف بناءً على القوالب النمطية للجنسين.

ولمواجهة هذه المشكلات، تعاونت مجموعة من عمالقة التكنولوجيا، بما في ذلك آبل وجوجل ومايكروسوفت، مع باحثين في جامعة إلينوي أوربانا شامبين في مشروع إمكانية الوصول إلى الكلام. تركز هذه المبادرة على تحسين التعرف على الكلام بالذكاء الاصطناعي للأشخاص الذين يعانون من أنماط كلام متنوعة من خلال دمج أكثر من 200,000 تسجيل من أفراد يعانون من حالات مثل باركنسون والتصلب الجانبي الضموري. وقد أظهر المشروع بالفعل نتائج واعدة، حيث قلل من أخطاء التعرف على الكلام بشكل كبير.

إن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي من أجل إتاحة الوصول ليس فقط كواجب أخلاقي بل أيضاً كقرار تجاري سليم. من خلال ابتكار منتجات أكثر شمولاً، يمكن للشركات توسيع نطاق وصولها إلى السوق والامتثال للمعايير القانونية التي تتطلبها الجهات الحكومية والتعليمية.

مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، فإن قدرته على تحقيق تكافؤ الفرص لذوي الاحتياجات الخاصة من خلال التكنولوجيا لا يعزز الاستقلالية فحسب، بل يضمن أيضاً عدم تخلف أحد عن الركب في عالمنا الرقمي المتزايد.