سيتي جروب، وهي قوة مصرفية عالمية، تبحر في مشهد مالي مضطرب يتميز برسوم غير متوقعة وعمليات إعادة تنظيم استراتيجية. تلقى المستثمرون تحديثًا صارخًا في وقت متأخر من يوم الأربعاء عندما كشف البنك أن التكاليف غير المتوقعة ستؤثر بشكل كبير على نتائج الربع الرابع. وقد أثار هذا الكشف مخاوف بشأن شفافية البنك واستقراره المالي، مما يشكل اختبارًا حاسمًا لقيادة الرئيس التنفيذي جين فريزر ومسار سيتي جروب المستقبلي.
وتنبع المشاكل المالية التي يعاني منها سيتي جروب من خسائر تحويل العملة ورسوم إعادة الهيكلة. أعلن البنك عن خسارة قدرها 880 مليون دولار بسبب انخفاض البيزو الأرجنتيني ونفقات قدرها 780 مليون دولار تتعلق بمشروع تبسيط شركة فريزر. وتتناقض هذه الأرقام بشكل صارخ مع التوقعات الأولية التي قدمها المدير المالي مارك ماسون في مؤتمر استضافه بنك جولدمان ساكس في السادس من ديسمبر، حيث قدر الخسائر بأنها مجرد “بضع مئات من ملايين الدولارات” لكل فئة.
أعرب المحلل المصرفي المخضرم مايك مايو من ويلز فارجو عن مخاوفه في مقابلة عبر الهاتف، قائلًا: “لقد قدموا التوجيه قبل شهر واحد فقط، والآن أصبح المبلغ أعلى بعدة مئات الملايين من الدولارات لفئتين”. تسلط تصريحات مايو الضوء على الشكوك المتزايدة تجاه قدرة سيتي جروب على تقديم توقعات مالية دقيقة، وهي القضية التي ابتليت بها البنك لسنوات.
وتحت قيادة فريزر، يهدف سيتي جروب إلى التحول إلى كيان أصغر حجما وأكثر ربحية. تعتبر مبادرة إعادة الهيكلة هذه أمرًا بالغ الأهمية نظرًا لتاريخ البنك الحافل بالنفقات المرتفعة وتآكل مصداقيته. لقد فشلت البنوك التي سبقت فريزر على نحو مستمر في تحقيق الأهداف، الأمر الذي جعل سيتي جروب هو البنك الأقل قيمة بين أكبر ستة بنوك أمريكية.
ومما زاد من التحديات التي يواجهها البنك، كشف سيتي جروب عن الحاجة إلى تعزيز احتياطياته بمقدار 1.3 مليار دولار بسبب تعرضه للأرجنتين وروسيا. بالإضافة إلى ذلك، تواجه مصروفات بقيمة 1.7 مليار دولار تتعلق بتقييم خاص لمؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية (FDIC) بعد فشل البنوك الإقليمية في عام 2023.
تتوقع Mayo خسارة قدرها دولار واحد للسهم في الربع الرابع لسيتي جروب. وعلى الرغم من شكوكه حول تحقيق البنك لأهدافه، فإنه لا يزال يوصي بأسهم سيتي جروب، مع الأخذ في الاعتبار انخفاض قيمتها الحالية وإمكانية تعافيها.
بينما تستعد سيتي جروب للإعلان عن أرباحها للربع الرابع والعام بأكمله لعام 2023، فإن المخاطر كبيرة بالنسبة للرئيس التنفيذي جين فريزر وفريقها. وأثارت الانتكاسات المالية غير المتوقعة للبنك وتوجيهاته المتغيرة اضطرابات المستثمرين وألقت بظلال من الشك على اتجاهه الاستراتيجي. إن رحلة سيتي جروب المقبلة محفوفة بالتحديات حيث تسعى جاهدة لإعادة بناء ثقة المستثمرين والتنقل في المشهد المالي العالمي المعقد.