إسرائيل تؤمن الحدود بين غزة ومصر مما يؤدي إلى تصاعد التوترات

Israel-Secures-Gaza-Egypt-Border,-Escalating-Tensions

وفي خطوة هامة، سيطر الجيش الإسرائيلي على ممر فيلادلفي على طول حدود غزة مع مصر. ويهدف هذا الاستيلاء الاستراتيجي إلى قطع أنفاق التهريب وزيادة تكثيف الجهود ضد حركة حماس المسلحة، مما يؤدي إلى تمديد الصراع الذي طال أمده بالفعل إلى شهره الثامن.

إسرائيل تستولي على الممر الاستراتيجي

أعلنت إسرائيل يوم الأربعاء أنها سيطرت على جزء مهم من الحدود بين غزة ومصر يعرف باسم ممر فيلادلفي. وتشتهر هذه المنطقة بشبكتها الواسعة من أنفاق التهريب التي تستخدمها حماس لنقل الأسلحة والبضائع إلى غزة. وشدد الأدميرال دانييل هاغاري، كبير المتحدثين العسكريين الإسرائيليين، على أهمية هذا الإجراء، قائلاً: “كان ممر فيلادلفيا بمثابة خط الأكسجين لحماس الذي تنفذ حماس من خلاله عمليات تهريب الأسلحة إلى غزة بانتظام”.

تعقيدات مع مصر

والاستيلاء على هذا الممر يعقد علاقات إسرائيل مع مصر. وأعربت مصر عن قلقها إزاء التقدم العسكري الإسرائيلي نحو حدودها، معتبرة أن زيادة تواجد القوات ينتهك اتفاق السلام لعام 1979 بين البلدين. وذكرت قناة القاهرة الإخبارية المصرية، التي تديرها الدولة، أنه “لا توجد اتصالات مع الجانب الإسرائيلي” بشأن الأنفاق التي تم العثور عليها على الحدود، مما يعكس توتر العلاقات.

اشتباكات متصاعدة في رفح

كما كثف الجيش الإسرائيلي توغله في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ونشر قوات إضافية لمحاربة نشطاء حماس. وقد شهدت هذه المدينة تصاعدًا في أعمال العنف، حيث أدت الاشتباكات الأخيرة إلى سقوط العديد من الضحايا الفلسطينيين. ويُنظر إلى توسع الجيش الإسرائيلي في هذه المنطقة على أنه جزء من استراتيجية أوسع لتفكيك القدرات العملياتية لحماس.

السيطرة التكتيكية والعمليات البرية

وبالإضافة إلى الممر، سيطرت القوات الإسرائيلية تكتيكياً على تل السلطان، وهو حي يقع على الطرف الشمالي الغربي لرفح. ويوصف التوغل بأنه “عملية محدودة النطاق” تهدف إلى الضغط على حماس داخل المدينة. واعترف المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، بأن هذه الخطوة تتماشى مع خطط إسرائيل بشأن رفح، مشيرًا إلى أنها جزء من العمليات البرية “المحدودة” التي تم إطلاع فريق الرئيس بايدن عليها.

الأزمة الإنسانية وردود الفعل الدولية

وقد أدى الصراع الدائر إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، مما أدى إلى نزوح الملايين والتسبب في انتشار الجوع على نطاق واسع. وأدت غارة إسرائيلية أخيرة إلى مقتل اثنين من أفراد طاقم سيارة الإسعاف، مما يسلط الضوء على الظروف الصعبة التي يعيشها العاملون في المجال الطبي. ودعت محكمة العدل الدولية إلى وقف الهجوم الإسرائيلي على رفح، واتهمت إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، وهو ما تنفيه إسرائيل.

الصراع المطول والتوقعات المستقبلية

وتوقع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي أن يستمر الصراع حتى نهاية العام. وقال هنجبي لإذاعة “كان” العامة: “أتوقع سبعة أشهر أخرى من القتال”، مشددًا على ضرورة تفكيك القدرات العسكرية لحماس والجهاد الإسلامي. ويثير هذا الصراع المطول تساؤلات حول مستقبل غزة ودور إسرائيل في مرحلة ما بعد الحرب.

وبينما تشدد إسرائيل قبضتها على حدود غزة مع مصر وتعمق توغلاتها العسكرية، فإن الصراع مع حماس لا يظهر أي علامة على التراجع. يمثل الاستيلاء الاستراتيجي على ممر فيلادلفي تصعيدًا كبيرًا، مما يؤثر على العلاقات مع مصر ويؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة. ولا يزال الطريق إلى السلام غير مؤكد، حيث يتمسك الجانبان بمواقفهما.