الأزمة في غزة: النضال من أجل المساعدات وبصيص أمل

crisis-in-gaza-the-struggle-for-aid-and-a-glimmer-of-hope

في مواجهة الأزمة الإنسانية المتصاعدة، يجد سكان غزة أنفسهم عالقين بين أهوال الحرب والحاجة الماسة إلى الإمدادات الحيوية. لقد أدى الوضع الحالي إلى انقطاع كامل للموارد الأساسية مثل الكهرباء، والغذاء، والوقود، والمياه، في أعقاب “الحصار الكامل” الذي فرضته إسرائيل في أعقاب الهجمات الإرهابية التي شنتها حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. إن تداعيات هذا الحصار بعيدة المدى، ولا تؤثر على الحياة اليومية للسكان الفلسطينيين فحسب، بل تزيد أيضًا من المخاوف من احتمال نشوب صراع إقليمي أوسع نطاقًا.

ولا يزال الوضع في غزة مائعا وغير مستقر، حيث تشير آخر التقارير إلى أن معبر رفح الحيوي، وهو نقطة حيوية لإيصال المساعدات، لن يفتح كما هو متوقع. وقال مصدر مطلع على المناقشات الجارية، مسلطا الضوء على تقلب الظروف الحالية: “لن أضع أموالا على تلك الشاحنات التي تمر غدا”. ومع الحاجة إلى إصلاح الطرق على الجانب المصري من المعبر والمخاوف بشأن استدامة عمليات التسليم، يسعى المسؤولون جاهدين لإيجاد حل لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين.

وفي خضم الأزمة المتفاقمة، برزت بصيص أمل عندما توسط الرئيس الأمريكي جو بايدن في التوصل إلى اتفاق مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي خلال زيارته لإسرائيل، يضمن فتح معبر رفح أمام المساعدات الإنسانية. ومهدت هذه الاتفاقية الطريق للسماح بدخول ما يصل إلى 20 شاحنة مساعدات إلى غزة. ومع ذلك، يبدو الآن أن موعد التسليم الأولي يوم الجمعة غير مؤكد، حيث يشير المسؤولون الأمريكيون إلى احتمال تأجيله حتى يوم السبت.

ويشارك ديفيد ساترفيلد، المبعوث الأمريكي الخاص للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط، بنشاط في المفاوضات مع الإسرائيليين لتسهيل إيصال المساعدات. وفي الوقت نفسه، تستعد منظمة الصحة العالمية لما وصفه الدكتور ريتشارد برينان بـ “الماراثون المطلق” لتسريع المساعدات إلى غزة لتوزيع ما يصل إلى 100 شاحنة يوميًا.

وعلى الرغم من هذه الجهود، لا يزال الوقود غائبا بشكل ملحوظ عن قائمة الإمدادات، وهو عنصر حاسم لمولدات المستشفيات وسيارات الإسعاف ومحطات تحلية المياه. وقد دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إسرائيل إلى إدراج الوقود في الإمدادات المنقذة للحياة المسموح بدخولها إلى غزة.

وتتفاقم محنة الفلسطينيين في غزة بسبب الحصار الطويل الذي تفرضه إسرائيل، والذي دخل الآن عامه السابع عشر، والذي أدى إلى عزل القطاع بشكل شبه كامل عن بقية العالم. لقد خلفت الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة مئات الآلاف من الأشخاص بلا مأوى وأدت إلى خسائر فادحة في الأرواح، حيث قُتل أكثر من 3700 شخص في غزة حتى الآن.

إن الوضع المتدهور في غزة هو تذكير صارخ بالتكلفة الإنسانية للحرب والحاجة الملحة لجهود المساعدة والإغاثة للوصول إلى المتضررين. إن فتح معبر رفح خطوة حاسمة في الاتجاه الصحيح. ومع ذلك، يجب أن تكون عمليات تسليم المساعدات مستدامة وأن تشمل جميع الإمدادات الضرورية للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني. والعالم يراقب وينتظر، على أمل أن يسود بصيص من الأمل والإنسانية وسط الركام واليأس.