الاتحاد الأوروبي يتقدم بخطة لتمويل أوكرانيا بأصول روسية مجمدة

European-Union-Advances-Plan-to-Fund-Ukraine-with-Frozen-Russian-Assets

في خطوة جريئة تشير إلى دعم الاتحاد الأوروبي الثابت لأوكرانيا في خضم صراعها المستمر مع روسيا، يمهد الاتحاد الأوروبي الساحة لتخصيص الأرباح المستمدة من الأصول الروسية المجمدة لمساعدة الجهود الدفاعية في أوكرانيا. وقد حصلت هذه المبادرة، التي يقودها منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، على موافقة معظم وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، وتتزايد الترقب للحصول على مصادقة رسمية عليها في قمة بروكسل المقبلة.

وتتضمن الاستراتيجية الاستفادة من الفوائد الناتجة عن حوالي 200 مليار يورو (217 مليار دولار) من أصول البنك المركزي الروسي، ومعظمها مجمدة في بلجيكا، كنتيجة مباشرة لعدوان موسكو على أوكرانيا. ومن المتوقع أن يدر هذا الصندوق حوالي 3 مليارات يورو (3.3 مليار دولار) سنويا، وهو مبلغ يعترف بوريل بأنه مهم، وإن لم يكن هائلا، في المخطط الكبير للصراع. وأوضح بوريل أن “الروس لن يكونوا سعداء. إن مبلغ الأموال، 3 مليارات دولار سنويا، ليس استثنائيا، لكنه ليس ضئيلا”، مسلطا الضوء على إمكانية إحداث هذه الأموال تأثيرا ملموسا.

تم التخطيط لتوزيع هذه الأموال بدقة، حيث تم تخصيص حوالي 90٪ منها لصندوق معين تستخدمه العديد من دول الاتحاد الأوروبي لسداد مساهمات الأسلحة والذخائر. أما نسبة الـ 10% المتبقية فمن المقرر تخصيصها لميزانية الاتحاد الأوروبي لتعزيز الصناعة الدفاعية في أوكرانيا. ويسمح هذا الترتيب بالتحايل الخلاق على القيود القانونية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي ضد استخدام الميزانية لشراء الأسلحة، حيث يعمل مرفق السلام الأوروبي، وهو آلية خارج الميزانية، على تسهيل هذا الدعم المالي دون الحاجة إلى موافقة البرلمان الأوروبي.

وسط مخاوف البنك المركزي الأوروبي بشأن التداعيات المحتملة لمصادرة الأصول على اليورو وثقة سوق الاتحاد الأوروبي، يؤكد بوريل أنه سيتم استخدام الأرباح من هذه الأصول فقط، وليس الأصول نفسها. ويهدف هذا التوضيح إلى تهدئة المخاوف مع الحفاظ على سلامة الأنظمة المالية في الاتحاد الأوروبي.

وعلى الرغم من بعض المعارضة داخل الاتحاد الأوروبي، وخاصة من المجر، فيما يتعلق بتوريد الأسلحة المباشرة إلى أوكرانيا، فإن خطة بوريل تمثل جبهة موحدة من خلال توفير مسار لجميع الدول الأعضاء للمساهمة في الدفاع عن أوكرانيا بشكل غير مباشر. علاوة على ذلك، في حين يدعو بعض القادة، مثل رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، إلى استخدام هذه الأموال لإعادة البناء في مرحلة ما بعد الصراع، فإن بوريل يؤمن إيمانا راسخا بالقيمة الوقائية لتعزيز دفاعات أوكرانيا للتخفيف من المزيد من الدمار.

وبينما يمضي الاتحاد الأوروبي قدما في تنفيذ هذه الخطة، فإنها تؤكد التزام الكتلة الاستراتيجي والأخلاقي بدعم أوكرانيا في مواجهة الشدائد، وإظهار مزيج من البراعة المالية والتضامن في مواجهة الاضطرابات الجيوسياسية.