التكلفة البشرية للصراع في غزة

the-human-cost-of-conflict-in-gaza

مع استمرار الحرب بين إسرائيل وحماس في شهرها الثاني، فإن تأثيرها على مجتمع غزة عميق ومحزن للقلب. وفي الملاجئ وطوابير الخبز، يتمزق نسيج هذا المجتمع المتماسك بسبب قوة البقاء الهائلة.

اليأس في الحياة اليومية

كلمات سوزان وحيدي، وهي أم وعاملة إغاثة، هي شهادة صارخة على النضالات التي يواجهها سكان غزة: “أطفالي يبكون لأنهم جائعون ومتعبون ولا يستطيعون استخدام الحمام. ليس لدي شيء لهم”. “. وقد خلفت الحرب أكثر من 10,000 قتيل في غزة، حيث ظل المدنيون محاصرين ويكافحون دون الضروريات مثل الكهرباء أو المياه الجارية.

وأصبحت الندرة هي القاعدة، حيث ينتظر السكان في طوابير طويلة للحصول على الغذاء والماء، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى معارك وأعمال شغب بسبب اليأس المطلق. إن التوتر الاجتماعي واضح، كما لاحظ يوسف هماش من المجلس النرويجي للاجئين، “في كل مكان تذهب إليه، ترى التوتر في عيون الناس. ويمكنك أن ترى أنهم على وشك الانهيار”.

تقاليد باهتة ومخاوف متزايدة

لقد فعلت الحرب ما هو أكثر من مجرد تدمير المباني وإزهاق الأرواح؛ كما هاجمت التقاليد والروتين اليومي الذي يشكل حجر الأساس للثقافة الغزية. أصبح طبق الجزار الأحمر الذي كان مشهورًا في السابق مجرد ذكرى، حيث تُركت العائلات تطهو العدس على نيران الشوارع بينما يتم تجريد محلات السوبر ماركت والمخابز من بضائعها.

وقد أدى الصراع المستمر، والذي تفاقم بسبب هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، إلى وضع مزري مع انعدام الأمن الغذائي الشديد الذي يؤثر على 2.3 مليون نسمة من سكان غزة. وكما تقول علياء زكي من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة: “هناك تهديد حقيقي بسوء التغذية وتجويع الناس”.

مجتمع على حافة الهاوية

وقد أدى هذا الضغط المتواصل إلى ظهور مشاهد غير مسبوقة من المعارضة ضد حماس، مع تحول الإحباط إلى أعمال عنف ضد المسؤولين ورجال الشرطة. إن النسيج الاجتماعي في غزة، الذي كان مرتبطًا بالمجتمع والأسرة، أصبح الآن متآكلًا، ويطغى عليه القلق وعدم اليقين والخسارة، كما تقول جولييت توما من وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين.

وفي مواجهة الشدائد الساحقة، يظل مستقبل غزة غامضا. لقد حل مشهد الندرة والمرض والخوف محل الشوارع والوجوه التي كانت مألوفة في السابق. إن روح المجتمع التي حافظت على تماسك غزة لفترة طويلة تتعرض الآن للاختبار بشكل لم يسبق له مثيل، مما جعل الكثيرين مثل جهاد غندور البالغ من العمر 16 عامًا يندبون، “إن غزة التي أعرفها هي مجرد ذكرى الآن”.