الغارة القاتلة على مدرسة في غزة تثير المخاوف الإنسانية

Deadly-Strike-on-Gaza-School-Raises-Humanitarian-Concerns

استهدفت غارة جوية إسرائيلية مدرسة في وسط غزة، مما أسفر عن مقتل 33 شخصًا على الأقل، من بينهم 12 امرأة وطفل. وبحسب ما ورد كانت المدرسة، وهي ملجأ للفلسطينيين النازحين، تؤوي مقاتلين من حركة حماس، وفقاً لمسؤولين عسكريين إسرائيليين. ويزيد هذا الحدث المأساوي من حدة التوترات المستمرة ويسلط الضوء على الوضع الإنساني المتردي في غزة.

الأثر المأساوي على المدنيين

أسفرت الغارة على مدرسة السردي، التي تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، عن وقوع واحدة من أعلى أعداد الضحايا في حدث واحد في النزاعات الأخيرة. أفاد مسؤولو الصحة المحليون في البداية عن وجود عدد أكبر من النساء والأطفال بين المتوفين، وهو ما تمت مراجعته لاحقًا. كانت المدرسة مليئة بالعائلات التي فرت من العمليات العسكرية الجارية في شمال غزة. يرسم هذا الحادث صورة صارخة لمعاناة المدنيين التي يواجهونها بسبب العمليات العسكرية في مخيمات اللاجئين المكتظة بالسكان.

البيانات العسكرية والتفاصيل التشغيلية

ودافع الأدميرال دانيال هاغاري من الجيش الإسرائيلي عن العملية، مشيراً إلى أن الضربة كانت عملية دقيقة استندت إلى معلومات استخباراتية قوية حول أنشطة مقاتلي حماس داخل مبنى المدرسة. ووفقًا لـ”هاغاري”، فإن الجيش استهدف فقط غرفًا محددة يُعتقد أنها خالية من المدنيين. وعلى الرغم من هذه الادعاءات، فإن ارتفاع عدد الضحايا المدنيين يثير تساؤلات حول دقة هذه الاستراتيجيات العسكرية وتأثيرها الإنساني.

روايات الشهود والردود الفورية

يصف شهود العيان والناجون مشهد الفوضى والدمار الذي أعقب الغارة. روى أيمن راشد، الذي كان يحتمي بالمدرسة، اللحظات المروعة لإنقاذ الضحايا وسط الظلام والحطام. وشهدت الفترة التي أعقبت ذلك مباشرةً تدافعًا في أعداد المصابين إلى المستشفيات القريبة، التي كانت غارقة بالفعل في التدفق المستمر للجرحى من العمليات الجارية.

السياق التاريخي والصراع المستمر

كانت المدرسة تقع في النصيرات، وهو موقع تاريخي لنزوح اللاجئين يعود تاريخه إلى نزاع عام 1948. وتأتي الضربة الأخيرة كجزء من هجوم إسرائيلي أوسع نطاقاً في غزة، والذي شنته إسرائيل رداً على هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول. وقد أدت هذه الحملة العسكرية المطولة إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين ونزوح أعداد كبيرة منهم، مما أثار نقاشات دولية حول إدارة الحرب وحماية السكان المدنيين.

تؤكد الضربة المدمرة التي استهدفت مدرسة السردي على الحاجة الملحة لإعادة تقييم التكتيكات العسكرية المستخدمة في المناطق المدنية المكتظة بالسكان. ومع تصاعد الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار، لا يزال الطريق إلى الأمام محفوفًا بالتحديات. ويواصل المجتمع الدولي مراقبة الوضع عن كثب، أملاً في التوصل إلى حل يعطي الأولوية للأرواح البشرية ويمهد الطريق لسلام دائم.