القوات الإسرائيلية تداهم أكبر مستشفى في غزة وسط النزاع

israeli-forces-raid-gaza's-largest-hospital-amid-conflict

خلال تصاعد العنف، شنت القوات الإسرائيلية غارة على أكبر منشأة طبية في غزة، مستشفى الشفاء، والتي كانت محاطة بالنزاع. وشهدت العملية، التي جرت في وقت مبكر من يوم الأربعاء، دخول جنود إلى المستشفى، وقدم مسؤولون من إسرائيل وغزة تقارير متضاربة حول الأحداث التي وقعت.

وبحسب الجيش الإسرائيلي، فقد تم نشر لقطات تظهر جنودًا يحملون “أغذية أطفال” و”إمدادات طبية” إلى داخل المبنى. وعلى العكس من ذلك، وصف مسؤولو الصحة في غزة بيئة من الخوف بين المرضى والموظفين أثناء تحرك القوات في جميع أنحاء المستشفى. ويحاصر الجيش الإسرائيلي مستشفى الشفاء لعدة أيام، بدعوى أن حماس حولته إلى قاعدة قيادة، وهو ادعاء تنفيه حماس ومسؤولو الصحة في غزة بشدة. وهذا الاتهام هو جزء من الرواية الإسرائيلية الأوسع التي تقول إن حماس تستخدم المدنيين كدروع بشرية، وهو ما اعترض عليه الفلسطينيون ومنظمات حقوق الإنسان.

إن الحرب المستمرة، التي أشعل فتيلها هجوم مفاجئ شنته حركة حماس وأدى إلى مقتل 1200 شخص وأسر 240 أسيراً، أدت إلى خسائر فادحة. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية أن أكثر من 11,200 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، لقوا حتفهم، مع وجود آلاف آخرين في عداد المفقودين، ومن المحتمل أن يكونوا مدفونين تحت الأنقاض. وتكثفت العمليات العسكرية الإسرائيلية، مع محادثات حول التوسع في جنوب غزة لمواصلة حملتها ضد حماس.

ومع تطور المعركة، كان رد فعل المجتمع الدولي هو إدانة الأردن والسلطة الفلسطينية للغارة، وتعبير مسؤول المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة عن استيائه، مؤكدا على أن حماية المدنيين لها أهمية قصوى.

وسلطت الغارة الضوء على الادعاء الإسرائيلي بشأن استخدام المستشفى من قبل المسلحين، حيث ينص القانون الدولي على أن المستشفيات تفقد وضعها المحمي إذا تم استخدامها لأغراض عسكرية. ومع ذلك، تظل سلامة المدنيين والاستجابة المتناسبة من الاعتبارات الحاسمة.

ويعكس الوضع في مستشفى الشفاء الظروف الصعبة في جميع أنحاء غزة، التي ظلت بدون كهرباء مركزية أو مياه لفترة طويلة. وقد سُمح بإيصال كميات محدودة من الوقود، وهو أمر بالغ الأهمية للجهود الإنسانية، ولكنه غير كاف لتلبية احتياجات جميع السكان، الذين يتركزون الآن بشكل أساسي في الجزء الجنوبي من غزة.

وتثير هذه الغارة تساؤلات عميقة حول التوازن بين الأهداف العسكرية وحرمة المرافق الطبية في مناطق النزاع. وبينما يراقب العالم، فإن عبء الإثبات والمسؤولية الأخلاقية يثقل كاهل جميع الأطراف المعنية.