المخاوف بشأن ديون الولايات المتحدة تهز الاقتصاد العالمي في اجتماع مجموعة السبع

us-debt-concerns-rattle-world-economy-at-g7-meeting

وسط اجتماع وزراء مالية مجموعة السبع (G7) هذا الأسبوع، احتلت المخاوف بشأن مسار الديون الأمريكية مركز الصدارة، مما يشير إلى دخول محتمل إلى منطقة خطر على الصحة المالية للبلاد. وعلى الرغم من أعباء الديون المتزايدة والعجز المستمر في الدول الأعضاء، فشلت الاستدامة المالية في تأمين مكان لها على جدول أعمال مجموعة السبع، مما أثار الدهشة بين المراقبين الاقتصاديين.

هناك وجهتا نظر متناقضتان تسيطران على الحديث حول هذه القضية. ويؤكد أحد المعسكرين، مدعوماً بأمثلة مثل قدرة اليابان على إدارة أعباء الديون الكبيرة بأقل قدر من العواقب، أنه لا يوجد سبب يذكر للانزعاج الفوري. ومع ذلك، هناك وجهة نظر معارضة تؤكد على ضعف خزائن الدولة في مواجهة حالات الطوارئ غير المتوقعة، مع تقلص الحيز المالي للمناورة. ويجد هذا الموقف التحذيري صدى في الأزمات الماضية، مثل الاضطرابات التي شهدتها المملكة المتحدة في عام 2022 والتي اندلعت بسبب التخفيضات الضريبية غير الممولة.

يؤكد مايكل فيرولي، كبير الاقتصاديين الأمريكيين في بنك جيه بي مورجان، على هشاشة مشهد الديون الحالي، محذرا من الرضا عن النفس على نحو أشبه بتجربة المملكة المتحدة الأخيرة. والجدير بالذكر أن الارتفاع في الديون الفيدرالية تجاوز قدرة المتعاملين الأساسيين في سندات الخزانة على تداول الأوراق المالية بشكل مناسب، مما جعل السوق عرضة للصدمات، كما ظهر خلال بداية جائحة كوفيد-19.

وسعت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إلى التقليل من المخاوف بشأن نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي، مفضلة التركيز على صافي مدفوعات فوائد الديون المعدلة بما يتناسب مع التضخم. ومع ذلك، فإن توقعات الاقتصاديين في بنك جولدمان ساكس ترسم صورة مثيرة للقلق، حيث من المتوقع أن تتجاوز نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي المبادئ التوجيهية المقترحة وربما تصل إلى 2.3٪ بحلول عام 2034. وتفشل مثل هذه التوقعات في الأخذ في الاعتبار الأحداث غير المتوقعة مثل الصراعات، مما يؤكد الحاجة إلى إدارة مالية استباقية.

وتمتد الحاجة الملحة لمعالجة المخاوف المتعلقة بالديون إلى ما هو أبعد من حدود الولايات المتحدة، كما يتضح من إعادة المعايرة الأخيرة لتوقعات خفض أسعار الفائدة من قبل البنوك الكبرى تحسبا للإجراءات التي سيتخذها بنك إنجلترا. قامت الفرق الاقتصادية في المؤسسات بما في ذلك Goldman Sachs Group Inc، وMorgan Stanley، وHSBC Holdings Plc، وBarclays Plc، بتخفيض التوقعات بشأن أول خفض لأسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا، وتتوقع الآن أن يتم ذلك في أغسطس بدلاً من يونيو. ويأتي هذا التعديل استجابة لبيانات التضخم التي تشير إلى بيئة أقل ملاءمة للتيسير النقدي.

إن إحجام مجموعة السبع عن إعطاء الأولوية للاستدامة المالية يسلط الضوء على التحديات الأوسع التي تواجه الإدارة الاقتصادية العالمية. وعلى خلفية السوابق التاريخية، مثل قمة عام 1935 في ستريسا بإيطاليا، والتي انعقدت لمعالجة خطط إعادة تسليح ألمانيا النازية، أصبحت الحاجة إلى العمل الوقائي واضحة. إن الفشل في معالجة أعباء الديون المتزايدة والعجز يمكن أن يجعل الدول غير مجهزة للتعامل مع الأزمات المستقبلية، مما يشكل مخاطر كبيرة على الاستقرار الاقتصادي.

وفي حين أن مسار الديون الأمريكية قد لا يطلق أجراس إنذار فورية، فإن غياب التدابير الاستباقية لمعالجة نقاط الضعف المالية يثير المخاوف بشأن الصحة المالية للبلاد على المدى الطويل. إن إشراف مجموعة السبع على الاستدامة المالية، إلى جانب إعادة ضبط توقعات أسعار الفائدة من قبل البنوك الكبرى، يؤكد الحاجة إلى بذل جهود متضافرة لتخفيف المخاطر وضمان المرونة الاقتصادية في مشهد عالمي متزايد الغموض.