الهروب من حرب بوتين: محنة الهاربين الروس الذين يبحثون عن اللجوء

Escaping-Putin's-War:-The-Plight-of-Russian-Deserters-Seeking-Asylum

إن الغزو واسع النطاق لأوكرانيا من قبل روسيا لم يتصاعد إلى صراع واسع النطاق فحسب، بل أدى أيضًا إلى موجة من الانشقاقات بين الجنود الروس. أحد هؤلاء الهاربين، يفغيني، البطل الحائز على الأوسمة، اختار الفرار بإصابة نفسه هربًا من أهوال ساحة المعركة. واعترف قائلاً: “لو كان الخيار الموت أو رصاصة في ساقي، كنت سأتلقى الرصاصة”، وشبه هروبه المؤلم بولادة نفسه من جديد. ويتردد صدى رواية يفغيني لدى الكثيرين المحاصرين بين قناعاتهم الأخلاقية والحرب التي لم يعودوا يؤمنون بها.

وقد شهد هذا النزوح ارتفاعًا كبيرًا في طلبات اللجوء المقدمة من الجنود الروس في الخارج. ومع ذلك، كان الاستقبال في الغرب فاترًا في أحسن الأحوال، حيث يواجه هؤلاء الجنود شكوكًا حول أدوارهم في الحرب، مع مخاوف بشأن كونهم جواسيس محتملين، أو مجرمي حرب، أو مخاطر أمنية. وتشير وكالة أسوشيتد برس إلى أن “إجمالي طلبات اللجوء المقدمة من المواطنين الروس ارتفعت منذ الغزو واسع النطاق، لكن القليل منهم يحصلون على الحماية”، مما يسلط الضوء على التعقيدات في معالجة هذه الحالات. ويدعو رئيس الوزراء الليتواني السابق أندريوس كوبيليوس إلى الترحيب استراتيجياً بهؤلاء الفارين من الخدمة، مشيراً إلى أن “تربية الروس الذين يعارضون فلاديمير بوتين يصب في المصلحة الذاتية الاستراتيجية للغرب”.

وعلى الرغم من التحديات الهائلة، بدأت بعض الدول في الاعتراف بالظروف الفريدة لهؤلاء الأفراد. اعترف مسؤولون ألمان ومحكمة فرنسية بحقوق الروس الذين يرفضون الخدمة العسكرية في طلب اللجوء. ومع ذلك، لا تزال العوائق العملية وبروتوكولات الهجرة الصارمة تعوق العديد من هذه الطلبات، مما يترك الكثيرين مثل يفغيني في طي النسيان، خوفًا من الانتقام وعدم اليقين بشأن مستقبلهم.

تعتبر الكلمات الختامية التي قالها يفغيني بمثابة تذكير مؤثر بالتكلفة البشرية للصراع والطبقات المعقدة لسياسات اللجوء الدولية. وقال “لا توجد آلية للروس الذين لا يريدون القتال والفارين من القتال للوصول إلى مكان آمن” وحث صناع القرار الغربيين على إعادة النظر في موقفهم. وبينما يتنقل هؤلاء الهاربون في حياتهم المحفوفة بالمخاطر، تتكشف قصصهم، مما يعكس ديناميكيات جيوسياسية أوسع والمآسي الشخصية المتشابكة مع السياسة العالمية.