تغير المناخ: تكلفة سنوية تبلغ 38 تريليون دولار في 25 عامًا

climate-change-$38-trillion-annual-cost-in-25-years

يبرز تحذير صارخ من دراسة حديثة نشرت في مجلة نيتشر المرموقة: إن الاقتصاد العالمي يتجه نحو خسارة سنوية قدرها 38 تريليون دولار في غضون ربع القرن المقبل بسبب تأثيرات تغير المناخ. ويؤكد هذا الرقم المذهل، الذي توقعه باحثون من بوتسدام وبرلين، على الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة للتخفيف من الخسائر الاقتصادية الناجمة عن تغير المناخ.

الكشف عن التوقعات المثيرة للقلق

وفي دراستهم الرائدة، قام الباحثون بتحليل البيانات بدقة من أكثر من 1600 منطقة على مدى أربعة عقود. وترسم النتائج التي توصلوا إليها صورة قاتمة: فالأضرار الناجمة عن تغير المناخ من المتوقع أن تثقل كاهل الاقتصاد العالمي بمبلغ ضخم يبلغ 38 تريليون دولار سنويا بحلول عام 2049. إن هذا التوقع، المبني على نموذج يأخذ في الاعتبار التغيرات في درجات الحرارة وهطول الأمطار، هو بمثابة نداء تنبيه للعالم.

التداعيات الاقتصادية: أزمة تلوح في الأفق

إن التداعيات الاقتصادية لتغير المناخ بعيدة المدى، حيث تؤثر على قطاعات حيوية مثل الزراعة، وإنتاجية العمل، والبنية التحتية. وبالفعل، يسير الاقتصاد العالمي على مسار نحو انخفاض الدخل بنسبة 19% بحلول عام 2049، بغض النظر عن الجهود الحالية. علاوة على ذلك، مع تصاعد الظواهر المتطرفة المرتبطة بالمناخ مثل العواصف وحرائق الغابات، فمن المرجح أن ترتفع التكاليف المتوقعة إلى مستويات هائلة.

ضرورة العمل السريع

إن الفشل في التحرك بشكل حاسم قد يؤدي إلى كارثة اقتصادية، مع ارتفاع الخسائر العالمية المحتملة إلى نسبة مثيرة للقلق (60%) بحلول نهاية هذا القرن. من الواضح أن زمن أنصاف الحلول قد ولى؛ ومن الضروري اتخاذ إجراءات جريئة وفورية للتخفيف من التكاليف المتصاعدة لتغير المناخ.

التنقل في حواجز الطرق السياسية

ومع ذلك، فإن الطريق إلى اتخاذ إجراءات ذات معنى محفوف بالتحديات السياسية. ولا تزال الخلافات حول تمويل المناخ والتزامات خفض الانبعاثات تعيق التقدم على الساحة العالمية. وتواجه الدول الأكثر ثراء، والتي استفادت تاريخيا من الوقود الأحفوري، ضغوطا متزايدة لحملها على تحمل عبء أكبر في تخفيف الأضرار المرتبطة بالمناخ. وفي الوقت نفسه، تدعو الدول النامية إلى توفير الدعم العادل للتكيف مع مصادر الطاقة الأكثر مراعاة للبيئة، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى آليات قوية لتمويل المناخ.

دعوة لحمل السلاح في COP29

بينما يتصارع العالم مع الواقع المروع المتمثل في تغير المناخ، تتجه كل الأنظار نحو قمة COP29 المقبلة في باكو، أذربيجان. ويمثل هذا التجمع المحوري فرصة حاسمة للدول للتوصل إلى توافق في الآراء بشأن تمويل المناخ ورسم مسار نحو اتخاذ إجراءات مجدية. ومع شبح الخسائر الاقتصادية السنوية التي تبلغ 38 تريليون دولار الذي يلوح في الأفق، أصبحت الحاجة إلى تعاون عالمي متضافر أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.

إن نتائج هذه الدراسة بمثابة تذكير صارخ بالتكاليف الاقتصادية الباهظة للتقاعس عن العمل بشأن تغير المناخ. ومع مرور الوقت، يقع المسؤولية على عاتق زعماء العالم للارتقاء إلى مستوى التحدي واتخاذ تدابير جريئة للتخفيف من حدة الأزمة التي تلوح في الأفق. ولا يمكننا أن نأمل في حماية كوكبنا والأجيال القادمة من الآثار المدمرة لتغير المناخ إلا من خلال العمل الجماعي والالتزام الذي لا يتزعزع.