قوات الاحتلال تنسحب من مستشفى الشفاء بعد مداهمة استمرت أسبوعين

israeli-troops-withdraw-from-shifa-hospital-after-two-week-raid

انسحبت القوات الإسرائيلية من مستشفى الشفاء في غزة، وهو أكبر منشأة طبية في المنطقة، في أعقاب غارة استمرت أسبوعين وأدت إلى دمار واسع النطاق. ويأتي الانسحاب وسط تصاعد الإحباط في إسرائيل، حيث احتج الآلاف ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وحثوا على اتخاذ إجراءات لضمان إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.

وقد تم الترحيب بالغارة على مستشفى الشفاء، والتي شهدت تحويل مبانيه الرئيسية إلى قشور محترقة، باعتبارها انتصارًا كبيرًا في ساحة المعركة من قبل الجيش الإسرائيلي. ويزعمون أنهم قتلوا 200 مسلح خلال العملية، على الرغم من عدم إمكانية التأكد من هويات جميع القتلى بشكل مستقل.

وفي الوقت نفسه، تصاعدت التوترات بشكل أكبر بعد أن دمرت غارة جوية إسرائيلية القسم القنصلي في السفارة الإيرانية في سوريا، مما أدى إلى مقتل مستشار عسكري إيراني كبير والعديد من الأشخاص الآخرين. وتشير هذه الضربة إلى تكثيف إسرائيل لاستهداف المسؤولين العسكريين الإيرانيين وحلفائهم في سوريا، لا سيما في أعقاب الهجمات الأخيرة التي شنها مسلحو حماس بدعم من إيران.

وفي تطور منفصل، أعلن رئيس الوزراء نتنياهو الإغلاق الفوري لقناة الجزيرة الفضائية، متهما القناة بالإضرار بالأمن الإسرائيلي والتحريض على العنف. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب إقرار قانون يسمح لإسرائيل بوقف بث القناة المملوكة لقطر من البلاد.

وعلى الصعيد الإنساني، وصلت شحنة ثانية من المساعدات الغذائية عبر طريق بحري جديد من قبرص، مما يوفر الإغاثة التي تشتد الحاجة إليها للمنطقة المنكوبة بالأزمة. وتهدف شحنة المساعدات، التي تنظمها دولة الإمارات العربية المتحدة والمطبخ المركزي العالمي، إلى التخفيف من الوضع المزري الذي يواجهه سكان غزة.

وقد سلطت الغارة على مستشفى الشفاء الضوء على قدرة حماس المستمرة على مقاومة القوات الإسرائيلية، على الرغم من الادعاءات السابقة بتفكيك الجماعة في شمال غزة. وقد أصبح المستشفى، الذي كان في السابق قلب النظام الصحي في غزة، في حالة خراب، مما يزيد من الضغط على قطاع الرعاية الصحية المثقل بالفعل.

واستشهدت السلطات الإسرائيلية بوجود كبار نشطاء حماس الذين أعادوا تجميع صفوفهم في مستشفى الشفاء كمبرر للغارة، وادعت أنها قتلت ستة مسؤولين من الجناح العسكري لحماس خلال العملية. بالإضافة إلى ذلك، استولى الجيش على أسلحة ومعلومات استخباراتية قيمة خلال المداهمة.

وبينما ينفي الجيش الإسرائيلي إلحاق الأذى بالمدنيين خلال العملية، يتهمه المنتقدون بتعريض حياة المدنيين للخطر بشكل متهور وتدمير القطاع الصحي الهش بالفعل في غزة. وأسفرت الغارة عن مقتل ما لا يقل عن 21 مريضاً، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، مع معاناة العديد من الإصابات والالتهابات الخطيرة.

ويواجه رئيس الوزراء نتنياهو ضغوطا متزايدة لحل مشكلة الرهائن في غزة، حيث يعتقد أن حماس ومسلحين آخرين يحتجزون حوالي 100 رهينة ورفات 30 آخرين. وعلى الرغم من عمليات إطلاق سراح سابقة مقابل سجناء فلسطينيين، فإن الجهود المبذولة لتأمين الرهائن المتبقين لم تسفر بعد عن نتائج.

لقد أدى الصراع بين إسرائيل وحماس إلى خسائر فادحة في صفوف السكان المدنيين في غزة، حيث شرد الآلاف ويواجهون انعدام الأمن الغذائي. وبينما تتعهد إسرائيل بمواصلة هجومها إلى أن يتم تدمير حماس وإطلاق سراح جميع الرهائن، فإن المجتمع الدولي يراقب الوضع عن كثب، ويحث على ضبط النفس والتوصل إلى حل سلمي للأزمة المستمرة.