كفاح وعزم الجيش الأوكراني في ظل الحرب

the-struggle-and-resolve-of-ukraine's-military-in-the-shadow-of-war

يواجه الجنود الأوكرانيون واقعًا صعبًا بعد مرور عامين تقريبًا على الصراع مع روسيا. وعلى الرغم من تصميمهم الذي لا يتزعزع على تحقيق النصر، إلا أن المخاوف تتزايد مع اقتراب فصل الشتاء، مما يثير مخاوف من المزايا الروسية في المعدات والاستراتيجية. هذا الشعور بعدم اليقين والإحباط، الذي كان همسًا به على انفراد، أصبح الآن يتردد صداه علنًا بين الرتب. فمن الأراضي المتنازع عليها في خيرسون إلى الممرات السياسية في كييف، يخيم مزاج سائد من الإرهاق والشكوك على نضال أوكرانيا من أجل السيادة.

وتمثل مدينة خيرسون الجنوبية مثالاً مؤثراً. يشكك الجنود في تأخر توقيت العمليات البرمائية الحاسمة ضد القوات الروسية المحصنة جيدًا. “لا أفهم”، يقول بوكسر، وهو قائد في لواء الحرس الوطني الحادي عشر، متأسفاً، مسلطاً الضوء على الصعوبة المتزايدة والظروف الباردة التي نواجهها الآن.

ويتردد صدى مشاعر السخط هذه، التي تعكس مخاوف استراتيجية ولوجستية، في مختلف أنحاء المشهد العسكري في أوكرانيا. ويجسد ريتشارد بارونز، وهو جنرال سابق في الجيش البريطاني، هذا المزاج بإيجاز: “إنهم يعلمون أن لعبة الروس آخذة في التحسن”. ومع تراجع الدعم الدولي، ينظر الجنود الأوكرانيون إلى التطورات السياسية في الولايات المتحدة وأوروبا بقلق متزايد.

ومع ذلك، وفي خضم هذه المحاكمات، يُظهِر القادة العسكريون الأوكرانيون تصميماً حازماً. ويجسد سرحي، قائد اللواء 59، هذه الروح قائلاً: “إذا لم يكن لدينا رصاصة واحدة، فسوف نقتلهم بالمجارف”. وتعكس كلماته المشاعر الأوسع من المرونة والتصميم التي تتخلل الجهود الدفاعية التي تبذلها أوكرانيا.

وفي مواجهة الشدائد، يظل الجيش الأوكراني صامداً. إن نضالهم ليس فقط ضد عدو خارجي، بل أيضا ضد التحديات الداخلية المتمثلة في البيروقراطية، وقيود الموارد، والمعضلات الاستراتيجية. ومع حلول فصل الشتاء، وما يحمله من تحديات تكتيكية جديدة، تقف المؤسسة العسكرية الأوكرانية عند منعطف حرج، حيث توازن بين التصميم والواقع. وعلى الرغم من المزاج الكئيب، فإن تصميمهم على الدفاع عن وطنهم في مواجهة الصعاب الساحقة لا يزال ثابتًا.