ولم يتم العثور على الزعيم الأعلى لكوريا الشمالية كيم جونغ أون، الذي كان من المقرر أن يتفقد منشأة روسية لتصنيع الطائرات وأسطول البلاد في المحيط الهادئ، في أي مكان يوم الخميس بعد قمته التي انحاز فيها علانية إلى موسكو.
وحذرت الولايات المتحدة من أن التفاعل الأخير بين كيم والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يمهد الطريق أمام كوريا الشمالية لتوفير ذخائر للصراع الروسي في أوكرانيا. وتشعر كوريا الجنوبية بالقلق بشكل خاص بشأن احتمال حصول كوريا الشمالية على تقنيات عسكرية متقدمة من روسيا في المقابل. ويمكن أن تشمل هذه التقنيات تلك المرتبطة بأقمار الاستطلاع العسكرية، مما قد يزيد من التهديدات التي تشكلها الترسانة النووية لكوريا الشمالية.
أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، ليم سو سوك، عن قلقه العميق بشأن المناقشات العسكرية بين روسيا وكوريا الشمالية خلال قمتهما. وشدد على أن مثل هذه المناقشات تتعارض مع أحكام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
علاوة على ذلك، أبرز ليم أن بعض أعضاء الوفد الروسي لكيم، مثل ري بيونج تشول وجو تشون يونج، قد فرض عليهم عقوبات بالفعل من قبل مجلس الأمن بسبب علاقاتهم بمبادرات تطوير الأسلحة غير المصرح بها في كوريا الشمالية. وحذر من توتر العلاقات مع سيول إذا واصلت موسكو تعاونها العسكري مع بيونغ يانغ.
وأكد وزير التوحيد الكوري الجنوبي كيم يونج هو أن أي تبادل محتمل للأسلحة بين روسيا وكوريا الشمالية من شأنه أن يؤدي إلى ردود فعل أكثر قوة من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان. لقد قاموا بتعزيز جهودهم الأمنية الجماعية بسبب التهديدات الأمنية الإقليمية.
صرح جون كيربي من مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أن أي مساعدة أسلحة لروسيا من قبل كوريا الشمالية سيكون لها تداعيات. وشدد على التخوف العالمي من أي اتفاق يمكن أن يعزز القوة العسكرية لكوريا الشمالية.
للحصول على نظرة ثاقبة حول ارتباطات كيم الدبلوماسية الروسية، اعتمد العالم إلى حد كبير على وسائل الإعلام الروسية والكورية الشمالية. وتشير هذه المصادر إلى أهداف مشتركة بين الدولتين المسلحتين نوويا، وكلاهما تحت ضغط متزايد من القوى الغربية.
ولم تتحدث وسائل الإعلام الروسية، بعد أن غطت القمة على نطاق واسع، عن أنشطة كيم يوم الخميس. لقد تأخرت الأخبار الكورية الشمالية بيوم واحد، وغالبًا ما كانت تؤطر تقاريرها لتتناسب مع الدعاية الحكومية.
وتزعم التقارير الرسمية من كوريا الشمالية أن كيم وجه دعوة لبوتين لزيارة كوريا الشمالية، وهو ما تم قبوله بحرارة.
وبعد لقائهما، كشف بوتين أن كيم يعتزم القيام بجولة في مدينتين إضافيتين في شرق روسيا. وهي تشمل كومسومولسك أون أمور، حيث يقع مصنع للطائرات، وفلاديفوستوك، التي تضم الأسطول الروسي في المحيط الهادئ ومؤسسات أخرى.
وفي القمة الأخيرة التي عقدت في منشأة الإطلاق الفضائية الروسية في الشرق، أكد كيم دعمه الثابت لموقف بوتين بشأن أوكرانيا، في إشارة غير مباشرة إلى الصراع الدائر.
ويشير اهتمام كيم الشديد بالميناء الفضائي إلى سعيه للحصول على مساعدة روسيا في تكنولوجيا الأقمار الصناعية، مما يعزز التهديد الذي تشكله أسلحته النووية.
ويناقش المحللون استعداد روسيا لتقاسم تقنيات الأسلحة الحيوية مع كوريا الشمالية وما إذا كان التعاون المحتمل يتعلق أكثر بتعزيز القدرات التقليدية لكوريا الشمالية.
وعلى الرغم من أن بوتين ذكر مشاريع تعاونية محتملة في قطاعي النقل والزراعة، إلا أنه تجنب المناقشات حول التحالفات العسكرية.
وعلى خلفية هذه القمة، أجرت كوريا الشمالية أيضًا تجربة إطلاق صاروخين باليستيين، لتواصل نمطها من التجارب الصاروخية العدوانية منذ عام 2022. تتزامن موجة الاختبارات هذه مع الصراع في أوكرانيا، والذي يتوقع البعض أنه قد يكون بمثابة تحويل لتقدم أسلحة كيم المتسارع.
ومع تصاعد التوترات العالمية، يبدو أن الديناميكيات بين كوريا الشمالية وروسيا والغرب تدخل مرحلة جديدة. ويراقب العالم بفارغ الصبر التحالفات التي تتشكل وتتحول، حيث يخدم الصراع الأوكراني كخلفية لهذه المناورات الدبلوماسية. وما يظل واضحا هو الحاجة إلى استمرار الحوار والشفافية وبذل الجهود لضمان عدم تعرض الأمن الإقليمي والعالمي لمزيد من المخاطر.