في تطور رائد لصناعة التلفزيون، عرضت سوني مؤخرًا نموذجًا أوليًا لشاشة العرض التي تمثل قفزة كبيرة مقارنة بتقنية OLED التقليدية. يمثل هذا الحدث استمرارًا لإرث سوني في مجال تكنولوجيا التلفزيون الرائدة منذ الكشف الرائع في معرض CES لعام 2018 عن تلفزيون LCD بدقة 8K، والذي يتميز بسطوع غير مسبوق يبلغ 10000 شمعة في المتر المربع.
من الأمور الأساسية في النهج المبتكر الذي تتبعه سوني هو تركيزها على السطوع باعتباره عنصرًا حاسمًا في أداء التلفزيون الحديث. يُظهر النموذج الأولي الجديد لشاشة LED، والذي تم عرضه في طوكيو، التزام سوني بتحقيق مستويات عالية من السطوع والتباين دون الاستهلاك المفرط للطاقة الذي يصاحب عادةً مثل هذه التطورات. يتماشى هذا التطور مع الأهمية المتزايدة لكفاءة الطاقة في الإلكترونيات الاستهلاكية.
ويستفيد النموذج الأولي من تقنية Mini LED، التي يتم التحكم فيها بواسطة محرك تعتيم محلي متقدم يقوده معالج معزز بالذكاء الاصطناعي. لا يضمن هذا المزيج أداء عرض ممتاز فحسب، بل يحافظ أيضًا على بصمة منخفضة للطاقة، مما يجعله إنجازًا رائدًا في صناعة التلفزيون.
من الناحية الفنية، يمثل النموذج الأولي مزيجًا من العديد من الميزات المبتكرة. قامت سوني بتطوير شريحة تشغيل LED مدمجة جديدة بالكامل داخل الشركة، وهي أصغر بشكل ملحوظ من سابقاتها ولكنها توفر قوة أداء مكافئة بجزء صغير من تكلفة الإنتاج. يتيح هذا التقدم زيادة عدد مصابيح LED الصغيرة والمزيد من مناطق التعتيم، وبالتالي تعزيز قدرات سطوع الشاشة دون زيادة استهلاك الطاقة أو تكاليف الإنتاج.
علاوة على ذلك، يعمل برنامج التشغيل الجديد من سوني على تحسين كفاءة نظام القيادة LED. يتطلب تشغيل كل مصباح LED تيارًا أقل ويحافظ على هذا التيار المنخفض لفترة أطول في كل دورة. تعمل برامج التشغيل هذه، التي تعمل على أساس كل إطار على حدة، على تعزيز كفاءة الشاشة. يمكن لكل سائق التعامل مع مناطق متعددة، وتطبيق كميات مختلفة من التيار على كل منها، وبالتالي تحسين الاستخدام الإجمالي للطاقة للشاشة.
جزء لا يتجزأ من هذه التقنية الجديدة هو أحدث جيل من معالج Sony Cognitive XR. وقد تم تحسين المعالج الموجود في النموذج الأولي، المعروف بقدراته الموجودة في أجهزة تلفزيون Sony السابقة، ليوفر تحكمًا غير مسبوق. فهو يعمل على تحسين مستوى الإضاءة الخلفية عبر جميع التدرجات، من النقاط الأكثر قتامة إلى النقاط الأكثر سطوعًا، لكل منطقة LED وكل إطار. وينتج عن ذلك مستوى من الدقة والتحكم في التباين لم يسبق له مثيل في شاشات العرض الاستهلاكية.
تم اختبار أداء النموذج الأولي مقابل تلفزيون Sony LED الصغير مقاس 65X95L من مجموعة 2023، وكانت النتائج رائعة. النموذج الأولي الجديد لم ينتج مستويات أعلى من السطوع فحسب، بل قلل أيضًا بشكل كبير من كمية الإضاءة الخلفية المتفتحة. وكان هذا ملحوظًا بشكل خاص في محتوى HDR الذي يمثل تحديًا، حيث تم عرض الأضواء الساطعة على الخلفيات الداكنة بوضوح وعمق استثنائيين.
جانب آخر ملحوظ في النموذج الأولي هو حجم الألوان المحسن. وكانت الصور المعروضة أكثر حيوية وحيوية مقارنة بشاشات العرض التقليدية، دون أن تبدو مشبعة بشكل مفرط. تُعزى هذه القفزة في كثافة الألوان إلى قدرة النموذج الأولي على التعامل مع نطاق أوسع من الضوء والألوان، معززة بنظام ألوان Triluminos من سوني.
ومن حيث كفاءة الطاقة، أثبت النموذج الأولي أنه غيّر قواعد اللعبة. وعلى الرغم من أدائها المعزز، إلا أنها كانت قادرة على استهلاك طاقة أقل بنسبة تصل إلى 30% من الطرازات السابقة، بل وتفوقت على أجهزة تلفزيون OLED في سيناريوهات معينة. تعتبر هذه الكفاءة بمثابة شهادة على التزام سوني ليس فقط بتطوير تكنولوجيا العرض ولكن أيضًا بمعالجة التأثيرات البيئية للإلكترونيات الاستهلاكية.
وبينما تستعد شركة سوني للكشف عن المزيد حول مجموعة تلفزيوناتها لعام 2024، فإن هذا النموذج الأولي يمثل شهادة على رؤية العلامة التجارية لمستقبل التلفزيون. إنه بيان جريء للنوايا من سوني، يعد بعصر جديد من تكنولوجيا التلفزيون الذي يجمع بين السطوع والتباين وكفاءة الطاقة التي لا مثيل لها.