في نهج مبتكر للحد من العنف، من المقرر أن ينشر مركز مانيتوبا للعلوم الصحية (HSC)، التابع لوزارة الصحة المشتركة، نظامًا للكشف عن الأسلحة باستخدام الذكاء الاصطناعي (AI) في نقاط الدخول الرئيسية. سيتم تجربة هذه التقنية المتطورة، التي تختلف عن أجهزة الكشف عن المعادن التقليدية، في قسم الطوارئ ومركز الاستجابة للأزمات في المرفق ابتداءً من وقت لاحق من هذا الشهر.
يأتي التحرك نحو التدابير الأمنية المدعومة بالذكاء الاصطناعي ردًا على سلسلة من حوادث العنف في مرافق وسط مدينة وينيبيغ. يهدف البرنامج التجريبي إلى تعزيز السلامة دون العملية المرهقة المرتبطة بالأنظمة الأمنية التقليدية. وعلى عكس أجهزة الكشف عن المعادن، التي تتطلب من الأفراد إزالة جميع الأجسام المعدنية، مما يتسبب في التأخير والوقوف في طوابير الانتظار، فإن نظام الذكاء الاصطناعي يعد بدخول أكثر سلاسة وفعالية.
أكدت شركة Shared Health أن هذه التقنية ستقوم بفحص الأفراد أثناء دخولهم، دون الحاجة إلى إزالة المفاتيح أو الهواتف المحمولة أو الأحزمة أو الأحذية. لا يؤدي هذا النهج إلى تسريع العملية فحسب، بل يقلل أيضًا من تطفل الفحوصات الأمنية، مما يجعله حلاً أكثر قبولاً للعمليات اليومية في المستشفى.
بالاعتماد على الخبرات المكتسبة من مرافق الرعاية الصحية الأخرى، تم بالفعل تطبيق نظام الذكاء الاصطناعي في مستشفى ويندسور الإقليمي في أونتاريو. وقد نجح النظام هناك في الكشف عن أكثر من 1800 سكين وغيرها من الأسلحة ذات الحواف خلال الأشهر التسعة الماضية. وتوفر هذه السابقة نظرة مستقبلية مفعمة بالأمل للبرنامج التجريبي لمركز HSC.
ومع ذلك، فإن نشر مثل هذه التكنولوجيا المتقدمة لا يخلو من الخلافات. أعرب النقاد والمحللون الأمنيون عن مخاوفهم بشأن فعالية أنظمة الذكاء الاصطناعي. يرى بعض المحللين أن هذه التكنولوجيا لم تصل بعد إلى مستوى التطور المطلوب للوفاء بوعودها بالكامل. كانت هناك حالات فشلت فيها أنظمة الذكاء الاصطناعي، على الرغم من فواتيرها المتقدمة، في اكتشاف الأسلحة، كما حدث في إحدى مدارس نيويورك حيث تمكن أحد الطلاب من تهريب سكين عبر النظام.
ومع ذلك، تؤكد الشركات المتخصصة في الكشف عن أسلحة الذكاء الاصطناعي، مثل شركة Xtract One، أن فعالية هذه الأنظمة تعتمد إلى حد كبير على الإعدادات والبيئة المحددة التي تُستخدم فيها. إنهم يدعون إلى توقعات واقعية، مع الاعتراف بأنه لا يمكن لأي نظام أن يلتقط جميع الأسلحة دون التكوين والاستخدام الصحيحين.
وبالإضافة إلى أجهزة الكشف عن الأسلحة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، طبقت الصحة المشتركة تدابير أمنية أخرى في مركز الرعاية الصحية المشتركة، بما في ذلك زيادة الدوريات وتركيب كاميرات إضافية وإضافة أجهزة إنذار الذعر. تمثل هذه الإجراءات مجتمعة استراتيجية شاملة لتحسين سلامة العاملين في مجال الرعاية الصحية والجمهور على حد سواء.
كجزء من البرنامج التجريبي، ستشارك العديد من الشركات التي ستقدم تقنياتها دون أي تكلفة على الهيئة الصحية. والأهم من ذلك، لن يستخدم أي من أنظمة الذكاء الاصطناعي المشاركة في البرنامج التجريبي تقنية التعرف على الوجه، مما يعالج المخاوف المحتملة المتعلقة بالخصوصية.
كما تخطط هيئة الصحة أيضًا لوضع خزائن عفو بشكل استراتيجي بالقرب من أجهزة الكشف، مما يسمح للأفراد بإيداع أي أغراض لا يرغبون في فحصها طواعية.
وتطلعًا إلى المستقبل، أشار وزير الصحة إلى أن هذا المشروع التجريبي ما هو إلا خطوة واحدة في سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى تعزيز الأمن في مختلف المستشفيات. مع تقدم التجربة التجريبية، ستتم مراقبة النتائج عن كثب، وسيتم إجراء التعديلات حسب الضرورة، لضمان أن أنظمة الكشف عن الأسلحة بالذكاء الاصطناعي لا توفر الأمن فحسب، بل تحافظ أيضًا على التدفق وإمكانية الوصول الضروريين في أماكن الرعاية الصحية الطارئة.