إدارة بايدن تؤجل الموافقة على محطات تصدير الغاز الطبيعي الجديدة في إطار التحرك المناخي

biden-administration-delays-approval-of-new-natural-gas-export-terminals-in-climate-move

وفي خطوة مهمة تهدف إلى معالجة المخاوف المتعلقة بتغير المناخ، أعلنت إدارة بايدن تأجيل النظر في إنشاء محطات جديدة لتصدير الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة. ويأتي هذا القرار وسط زيادة في شحنات الغاز إلى أوروبا وآسيا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

يتماشى اختيار الرئيس جو بايدن للعام الانتخابي مع التزامه بالحد من تلوث المناخ بنسبة 50% بحلول عام 2030، وهو التعهد الذي حظي بدعم قوي من أنصار حماية البيئة. وهم يزعمون أن الزيادة الكبيرة في صادرات الغاز الطبيعي المسال من الممكن أن تساهم في الانبعاثات الكارثية المسببة لظاهرة الانحباس الحراري لكوكب الأرض.

يرتكز القرار على مخاوف من أن التحليلات الاقتصادية والبيئية الحالية التي تستخدمها وزارة الطاقة لا تأخذ في الاعتبار بشكل كاف الزيادات المحتملة في التكاليف بالنسبة للمستهلكين والمصنعين الأمريكيين، كما أنها لا تأخذ في الاعتبار بشكل كاف تأثير انبعاثات الغازات الدفيئة.

ويرى المنتقدون أن التأخير يفيد روسيا، حيث تم الاحتفاء بصادرات الغاز الأميركية باعتبارها أداة استراتيجية ضد نفوذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتن. لكن دعاة حماية البيئة ينظرون إليها على أنها خطوة إيجابية، خاصة في ظل موافقة بايدن على مشروع زيت الصفصاف الضخم في ألاسكا العام الماضي. ومن الجدير بالذكر أنه من المتوقع أن تنتج محطة تصدير الغاز الطبيعي المسال المقترحة في لويزيانا حوالي 20 ضعف انبعاثات الغازات الدفيئة لمشروع ويلو.

وأوضحت وزيرة الطاقة جنيفر جرانهولم أن التوقف المؤقت لن يؤثر على مشاريع التصدير المصرح بها بالفعل وأن صادرات الغاز الأمريكية وصلت إلى مستويات قياسية العام الماضي. يوجد حاليًا سبع محطات عاملة للغاز الطبيعي المسال، ومن المتوقع أن يتم تشغيل المزيد منها في السنوات القادمة. وذكر جرانهولم أيضًا أنه يمكن السماح بالاستثناءات لاحتياجات الأمن القومي إذا لزم الأمر.

في حين أن مدة التوقف المؤقت لا تزال غير معلنة، فإن إجراء دراسة شاملة لتقييم الآثار البيئية والاقتصادية والأمنية الوطنية لمشاريع الغاز الطبيعي المسال المقترحة ستستغرق عدة أشهر. ومن المتوقع أن تتبع ذلك فترة تعليق عام، مما قد يؤدي إلى تأخير القرارات بشأن مشاريع الغاز الطبيعي المسال المعلقة إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية لعام 2024.

بدأت الولايات المتحدة في تصدير الغاز الطبيعي المسال منذ أقل من عقد من الزمن فقط، لكنها سرعان ما أصبحت أكبر مصدر للغاز في العالم. وقد تسارع هذا التوسع بشكل ملحوظ بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، حيث تم الترحيب بشحنات الغاز الأمريكية إلى أوروبا وآسيا باعتبارها إجراء جيوسياسي مضاد.

ويرى المنتقدون، بما في ذلك معهد البترول الأمريكي، وهو أكبر مجموعة ضغط لصناعة النفط والغاز، أن هذا التأخير يضر بحلفاء الولايات المتحدة، والوظائف في الولايات المتحدة، والتقدم المناخي العالمي. ويشددون على فوائد صادرات الغاز الطبيعي المسال الأمريكية في استقرار أسواق الطاقة العالمية، وخلق فرص العمل، وانتقال البلدان نحو وقود أنظف.

في المقابل، يرى الناشطون البيئيون أن قرار الرئيس بايدن سيغير قواعد اللعبة في مكافحة تغير المناخ. ويشددون على أهمية معالجة تسرب غاز الميثان وعملية تسييل الغاز التي تستهلك الكثير من الطاقة، معتبرين أن الغاز الطبيعي المسال مساهم كبير في تغير المناخ.

بينما تتنقل إدارة بايدن في التوازن الدقيق بين المصالح الاقتصادية والمخاوف البيئية، فإن التأخير في الموافقة على محطات تصدير الغاز الطبيعي الجديدة يمثل خطوة حاسمة نحو إعادة تقييم تأثير مشاريع الطاقة على البيئة والتزام البلاد الشامل بمكافحة تغير المناخ.