في تطور مهم في سياسة الهجرة الكندية، حث بيير بوليفر، زعيم حزب المعارضة الرئيسي في كندا، حكومة رئيس الوزراء جاستن ترودو على إعادة متطلبات الحصول على تأشيرة للمسافرين المكسيكيين. وتأتي هذه التوصية استجابة للزيادة المذهلة في طلبات اللجوء من المكسيك، الأمر الذي أثار مخاوف بشأن احتمال إساءة استخدام نظام اللجوء في كندا.
تم اتخاذ القرار الأولي برفع متطلبات التأشيرة للمكسيك في عام 2016 من قبل حكومة ترودو. كانت هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية أوسع لتعزيز جاذبية كندا كوجهة سياحية وتعزيز زيادة السفر الجوي بين كندا والمكسيك. ومع ذلك، أدى هذا التحول في السياسة إلى عواقب غير مقصودة.
أظهرت الأرقام الأخيرة تصاعدًا كبيرًا في عدد طلبات اللجوء المقدمة من المواطنين المكسيكيين. وفي عام 2016، وهو العام الذي تم فيه إسقاط متطلبات التأشيرة، كان هناك 250 طلب لجوء من المكسيك. وعلى النقيض من ذلك، شهد العام الماضي عددًا مذهلاً من المطالبات بلغ 17490 مطالبة – وهو ما يمثل زيادة بنسبة 6900٪. وقد أدت هذه الزيادة الهائلة إلى وضع هذه القضية في مقدمة الخطاب السياسي الكندي.
أحد الجوانب الحاسمة في هذا الوضع هو المعدل المنخفض نسبيًا لطلبات اللجوء المعتمدة من هؤلاء المتقدمين. تكشف بيانات عام 2023 أن حوالي 11% فقط من طلبات اللجوء المقدمة من المكسيك أدت إلى منح اللجوء في كندا. وقد أثار معدل الموافقة المنخفض هذا مخاوف بشأن سلامة عملية اللجوء وإمكانية استغلالها من قبل العناصر الإجرامية المنظمة لأغراض مثل الاتجار بالبشر.
وقد حظيت هذه القضية باهتمام يتجاوز السياسة الفيدرالية، حيث أعرب زعماء المقاطعات والبلديات عن مخاوفهم. وقد وصف رئيس وزراء كيبيك فرانسوا ليغولت مؤخراً الوضع بأنه “لا يطاق”، مشدداً على الحاجة إلى تغييرات في سياسة تأشيرات اللاجئين. وعلى نحو مماثل، أشارت عمدة تورنتو أوليفيا تشاو إلى إمكانية تنفيذ “ضريبة التأثيرات الفيدرالية” على الضرائب العقارية، ما لم تقدم الحكومة الفيدرالية دعماً إضافياً لإسكان اللاجئين.
ويأتي الجدل حول سياسة التأشيرة في وقت تواجه فيه كندا مشكلة تدفق المهاجرين وطالبي اللجوء، مما أدى إلى الضغط على الموارد والخدمات العامة. يُنظر إلى الدعوة إلى إعادة متطلبات الحصول على التأشيرة للمكسيك على أنها إجراء لتنظيم هذا التدفق ولضمان أن نظام اللجوء مخصص لأولئك الذين لديهم مطالبات مشروعة.
وتمثل هذه القضية تحديًا كبيرًا لحكومة رئيس الوزراء ترودو، لأنها توازن بين احتياجات الأمن القومي والالتزامات الإنسانية. تعكس المطالب المتزايدة من مختلف القادة السياسيين لمراجعة وتعديل سياسة التأشيرة مدى تعقيد وإلحاح قضايا الهجرة واللجوء التي تواجه كندا اليوم.
ومع استمرار تطور الوضع، فمن الواضح أن رد الحكومة الكندية سيكون له آثار بعيدة المدى على سياسة الهجرة والعلاقات الدولية وحياة أولئك الذين يبحثون عن اللجوء داخل حدودها.