في خطوة جريئة تختلف عن التفاؤل التقليدي للحملة الانتخابية، يطلق الرئيس جو بايدن حملته لإعادة انتخابه لعام 2024 من خلال إعادة النظر في بعض الأحداث الأكثر تعاسة في التاريخ الأمريكي. ويهدف هذا القرار الاستراتيجي إلى توضيح المخاطر الحاسمة للانتخابات المقبلة بشكل صارخ، ووضعها كلحظة محورية للمبادئ الديمقراطية في البلاد. تبدأ رحلة بايدن بزيارة رمزية إلى فالي فورج، تذكرنا بصمود جورج واشنطن، تليها توقف مؤثر في كنيسة الأم إيمانويل إيه إم إي في ولاية كارولينا الجنوبية، وهي موقع للعنف العنصري المأساوي.
تسلط استراتيجية حملة بايدن الضوء على الأحداث التاريخية وتؤطر المشهد السياسي الحالي باعتباره معركة حاسمة من أجل الديمقراطية. وشددت جولي تشافيز رودريغيز، مديرة حملة إعادة انتخاب بايدن، على خطورة الوضع قائلة: “نحن ندير حملة وكأن مصير ديمقراطيتنا يعتمد عليها لأنها تعتمد عليها”. ويتردد صدى هذا الشعور في جهود الحملة لتصوير دونالد ترامب، الخصم المحتمل لبايدن والزعيم الذي يتمتع بحضور قوي في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، باعتباره تهديدًا مباشرًا للديمقراطية الأمريكية.
ويرد ترامب، الذي يواجه العديد من التحديات القانونية، باتهام بايدن وكبار الديمقراطيين بتقويض الديمقراطية أنفسهم. وفي مذكرة، يقول كريس لاسيفيتا وسوزي وايلز، كبار مستشاري حملة ترامب، إن تصرفات بايدن تمثل تهديدًا غير مسبوق للمبادئ الديمقراطية.
ويربط نهج بايدن بين مآسيه والصدمات الوطنية، ويستخدمها كحافز للعمل. وكانت هذه الاستراتيجية واضحة في حملته الانتخابية لعام 2020، حيث وعد بشفاء روح الأمة، وهو الالتزام الذي حفزته الأحداث المزعجة في شارلوتسفيل. ومع ذلك، في تحول عن لهجة حملته السابقة، يركز بايدن الآن على التهديدات الوجودية لترامب وحركته MAGA. ويسلط مايكل تايلر، مدير اتصالات حملة بايدن، الضوء على خطورة هذا التهديد، قائلاً: “إن المرشح الرئيسي لحزب كبير في الولايات المتحدة يترشح لمنصب الرئيس حتى يتمكن من تفكيك وتدمير ديمقراطيتنا بشكل منهجي”.
وتمتد رواية حملة بايدن إلى ما هو أبعد من ترامب، بحجة أن أي مرشح للحزب الجمهوري يخرج من حركة MAGA سيمثل تهديدًا مماثلاً. وينسجم هذا الموقف مع المخاوف الأوسع للأميركيين بشأن مستقبل الديمقراطية، والتي تختلف عبر الخطوط الحزبية.
وبينما يشرع بايدن في هذه الرحلة الانتخابية غير التقليدية، فهو يربط ماضي الأمة المضطرب بالمشهد السياسي الحالي، بهدف حشد الناخبين حول الدفاع عن القيم الديمقراطية. وتسعى الحملة أيضًا إلى ربط قضايا مثل إمكانية الإجهاض مع الموضوع الأوسع للديمقراطية، بناءً على الزخم الناتج عن الانتخابات النصفية لعام 2022. إن حملة بايدن لعام 2024 ليست مجرد محاولة لإعادة انتخابه، ولكنها حملة صليبية لحماية جوهر الديمقراطية الأمريكية ضد التهديدات المتصورة.