وفي زيادة ملحوظة في الدعم المالي، تضاعفت التبرعات للأحزاب السياسية في المملكة المتحدة تقريبًا في عام 2023، لتصل إلى 93 مليون جنيه إسترليني. تُعزى هذه الزيادة في التمويل، وفقًا للأرقام الصادرة عن اللجنة الانتخابية، إلى ظهور مانحين كبار جدد يدعمون حزبي المحافظين والعمال، مما يمهد الطريق لما يمكن أن يكون الانتخابات الأعلى إنفاقًا في تاريخ البلاد. .
وتكشف بيانات اللجنة الانتخابية أنه في الربع الأخير من عام 2023، جمع حزب المحافظين 9.8 مليون جنيه إسترليني من التبرعات، بينما حصل حزب العمال على 6 ملايين جنيه إسترليني. وأشاد حزب العمال، على وجه الخصوص، بعام 2023 باعتباره العام الأكثر نجاحًا لجمع التبرعات، مما يمثل تضييقًا كبيرًا في فجوة جمع التبرعات التقليدية بين الحزبين الرئيسيين.
من بين المانحين البارزين لحزب المحافظين كان رجل الأعمال في مجال تكنولوجيا الرعاية الصحية فرانك هيستر، الذي ساهم بمبلغ كبير قدره 10 ملايين جنيه إسترليني مع شركته، شراكة فينيكس (ليدز). كان الدافع وراء دعم هيستر هو تأييده لنهج ريشي سوناك في الذكاء الاصطناعي. مساهم مهم آخر كان سيلفا بانكاج، الذي تبرع بمبلغ 125000 جنيه إسترليني للمحافظين.
ومن جانب حزب العمال، برز غاري لوبنر، رئيس شركة Autoglass السابق، كأكبر مانح للحزب، حيث ساهم بمبلغ كبير قدره 4.5 مليون جنيه إسترليني. واصلت فران بيرين، ابنة زميلها ديفيد سينسبري، دعمها السخي لحزب العمال، حيث تجاوزت التبرعات 2.3 مليون جنيه إسترليني.
تحسبًا للانتخابات المقبلة، اختار المحافظون رفع حدود إنفاقهم لفترة ما قبل الانتخابات من 19 مليون جنيه إسترليني إلى 34 مليون جنيه إسترليني، مما زاد من توقعات إنفاق الحملة الانتخابية بشكل قياسي.
وعلقت لويز إدواردز، مديرة التنظيم في مفوضية الانتخابات، على ارتفاع التبرعات، مشيرة إلى عدم وجود حدود للتبرعات لكنها أكدت على أهمية حدود الإنفاق لضمان العدالة أثناء الانتخابات.
وتتزامن الزيادة في التبرعات مع الكشف عن الدعم المالي الذي يقدمه المستشار جيريمي هانت لحزب دائرته الانتخابية. وتشير السجلات إلى أن هانت تبرع بمبلغ 18.084 جنيهًا إسترلينيًا في نوفمبر الماضي، ليصل إجمالي مساهماته منذ الانتخابات العامة الأخيرة إلى 123.345 جنيهًا إسترلينيًا. تلقى حزب دائرته الانتخابية، الذي يواجه تحديات مالية كما يتضح من ميزانيته العمومية، دعمًا كبيرًا من هانت وسط منافسة شديدة، خاصة من الديمقراطيين الليبراليين، الذين يستعدون للتنافس بقوة على مقعد هانت.
وعلى الرغم من التحدي الانتخابي الصعب، أعرب هانت عن تصميمه على مواصلة خدمة ناخبيه وتطلعه إلى الاحتفاظ بمنصبه كمستشار بعد الانتخابات.
ومع اقتراب موعد الانتخابات، يتوقع المراقبون السياسيون حدوث موجة من أنشطة الحملات الانتخابية يغذيها الدعم المالي الكبير الذي يتلقاه الحزبان الرئيسيان. ومع بدء موسم الحملات الانتخابية، يعد المستوى غير المسبوق من الدعم المالي بتشكيل المشهد السياسي في الفترة التي تسبق انتخابات عام 2024.