ألقت النتائج الأخيرة التي توصلت إليها وكالة أسوشيتد برس ومركز NORC لأبحاث الشؤون العامة الضوء على تحول ملحوظ في المشاعر الديمقراطية تجاه تعامل الرئيس جو بايدن مع الصراع بين إسرائيل وحماس. ويسلط الاستطلاع، الذي أجري خلال فترة مضطربة اتسمت بتجدد الأعمال العدائية والتحديات الدبلوماسية، الضوء على تعقيدات السياسة الخارجية الأمريكية والآراء المتباينة بين الناخبين الأمريكيين.
مع انقشاع الغبار عن الفصل الأخير من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود، يسلط استطلاع جديد أجرته وكالة أسوشيتد برس ومركز NORC لأبحاث الشؤون العامة الضوء على المشهد السياسي الأمريكي. ويكشف الاستطلاع عن ارتفاع طفيف في موافقة الديمقراطيين على نهج الرئيس جو بايدن تجاه الأزمة، حيث يدعم 59% من الديمقراطيين الآن استراتيجيته، مقارنة بـ 50% في نوفمبر.
وتتزامن هذه الزيادة مع تركيز بايدن المكثف على الحد من الخسائر في صفوف المدنيين في غزة، والدعوة إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، والتفاوض بنجاح على إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس خلال وقف قصير لإطلاق النار. ومع ذلك، لا تزال القضية مثيرة للخلاف بين الديمقراطيين، الذين يظهرون حماسًا أقل لتعامل بايدن مع الصراع مقارنة بأدائه الرئاسي العام، الذي يتمتع بنسبة تأييد تبلغ 75%.
يتشكل الرأي العام من خلال أصوات مختلفة، حيث أعرب جريج بيرد وجينجر سومرز عن دعمهما لجهود بايدن. ويعترف كلاهما بتعقيدات الوضع، حيث أكد بيرد على أهمية الوقوف إلى جانب إسرائيل، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة، وأعرب سومرز عن ارتياحه لقيادة بايدن مقارنة بالسيناريو الافتراضي لترامب في منصبه.
على العكس من ذلك، أعربت روسيو أكوستا عن خيبة أملها في الاندفاع لمساعدة إسرائيل، مما يعكس الشعور بعدم التدخل والتركيز على القضايا الداخلية في الولايات المتحدة.
ووسط هذه الآراء المتنوعة، يدافع بايدن عن نهجه، مؤكدا على تواصله المباشر مع القادة الإسرائيليين وجهوده لزيادة المساعدات الإنسانية لغزة. إن الطبيعة المتطورة للصراع تتطلب من الإدارة الأمريكية اتخاذ إجراء متوازن دقيق، وخاصة في تحقيق أهداف مثل استعادة الرهائن والتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار.
لا يعكس استطلاع AP-NORC التصورات المتغيرة بين الديمقراطيين فحسب، بل يسلط الضوء أيضًا على التوازن المعقد لأهداف السياسة الخارجية. مع استئناف الأعمال العدائية في قطاع غزة، تجد الولايات المتحدة نفسها تبحر في مشهد جيوسياسي معقد، وتسعى جاهدة لدعم قيمها ومصالحها الاستراتيجية. وبينما يواصل الرئيس بايدن معالجة هذه التحديات، فإن الرأي العام المتقلب هو بمثابة تذكير بالطبيعة المتطورة باستمرار للدبلوماسية الدولية وتأثيرها على السياسة الداخلية.