لدى عالم الفن عادة غريبة تتمثل في مزج ما هو عادي مع ما هو رائع، مما يتحدى تصوراتنا ويثير ردود فعل عاطفية قوية. في الدورة السنوية العشرين لهذا العام من معرض فريز الفني الشهير في لندن، تجاوز الفنانون الحدود، وعرضوا بعضًا من التركيبات الأكثر فضولية وسخرية واستفزازية. بينما يجادل بعض النقاد حول الاتجاه الحالي للفن الحديث، يبقى السؤال: هل يمكن للفن المعاصر أن يستمر في مفاجأتنا وإشراكنا في هذا العصر التجاري المتزايد؟
استضافت حديقة ريجنتس هذا الحدث الشهير، حيث اجتذبت حشدًا متنوعًا من جامعي الأعمال الفنية العالميين، وعشاق الصناعة، وسكان المدينة الأنيقين. على الرغم من الحشد المختلط، ومع اهتمام بعض الحاضرين بأشياء مثل مسح الوجه ثلاثي الأبعاد أكثر من اهتمامهم بالفن نفسه، فإن التركيبات المعروضة لم تتوقف أبدًا عن الإبهار. “مقبرة الإبداع للواحد في المائة الذين لا طعم لهم”، وصف أحد النقاد فريز، وهو يسلط الضوء على الجدل الدائر حول أهمية الفن الحديث وأهميته.
ومن المنشآت التي لفتت الأنظار:
– لوحة فنية غريبة للفنان اللندني آدم فرح سعد لنافورة مياه للأطفال، تصب فيها صودا العنب وتشيد بسيولة ذكريات المراهقين.
– برج ديبورا ديلمار التاريخي والمهيب القابل للنفخ، “كاباليرو ألتو”، يعكس الماضي المأساوي لقلعة تشابولتيبيك في المكسيك.
– انتقد تركيب قفص القطط متعدد الطبقات للفنان التايلاندي Wantanee Siripattananuntakul تأثير صناعة التلفزيون على المجتمع.
– يُذكرنا السوار الساحر الغريب من تصميم جيليان ويرينغ بأعمال مصمم مجوهرات مقيم في نيويورك.
– تركيب شيلبا غوبتا المثير للفكر يسلط الضوء على ذاتية الحدود السياسية.
خلال المزادات الفنية التي حطمت الأرقام القياسية وتسويق المجموعات الفنية، من المشجع أن نرى الفنانين يواصلون تحدي التقاليد، وإثارة الفكر، والتقاط خيال المتفرجين. مع اقتراب فريز لندن من نهايته لعام آخر، تبقى لدينا أسئلة عالقة حول مستقبل الفن الحديث، وأهميته، وقدرته على المفاجأة.