أثار تمثال للملكة إليزابيث الثانية والأمير فيليب واثنين من الكلاب من فصيلة الكورجي في أيرلندا الشمالية تم الكشف عنه حديثًا آراء مختلفة بين الجمهور. يهدف هذا التمثال البرونزي، الذي تم صنعه بتكليف من مجلس مقاطعة أنتريم ونيوتاونابي بورو بتكليف من الفنان أنطو برينان، إلى تكريم الملك الراحل. ومع ذلك، لم ينج التمثال من الانتقادات بسبب تصويره.
تكريم مثير للجدل
وذكر المجلس أن التمثال “لقي ترحيبًا حارًا من قبل معظم الذين شاهدوه شخصيًا”، لكن ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي تروي قصة مختلفة. فقد كشفت التعليقات على منشور على فيسبوك عن مشاعر متباينة، حيث قال أحد المستخدمين: “يمكن أن يكون أي شخص”. وأشاد آخر بجمال التمثال، لكنه أعرب عن أسفه لأنه “لا يشبه ملكتنا الراحلة أو يمثل كيف كانت ترتدي ملابسها دائمًا”.
وتصاعد الجدل على موقع X (تويتر سابقًا)، حيث انتشرت صور التمثال على نطاق واسع. وقارنها المستخدمون بالتمثال النصفي الشهير لكريستيانو رونالدو، مما أدى إلى تعليقات ساخرة مثل “حتى الكورجي مرتبك”. وهذا يوضح مدى سرعة تغير الرأي العام، خاصة في العصر الرقمي.
القصد الفني مقابل التصور العام
نُصبت المنحوتة في حدائق قلعة أنتريم، على بعد حوالي 19 ميلاً شمال بلفاست، وتصور إليزابيث وهي تحدق في المسافة. وهي ترتدي تنورة من التويد وحذاءً مطاطيًا وسترة ذات مربعات وغطاء رأس. وتضع حقيبة يد على ذراعها الأيسر، ويقف كلبها الكورجي عند قدميها. يقف خلفها الأمير فيليب واضعاً يديه خلف ظهره.
وفي حين أقر المجلس بأن “الفن يمكن أن يثير أحياناً آراء مختلفة”، إلا أنهم أعربوا عن رضاهم عن كيفية “تكامل المنحوتة مع محيطها”. وهذا يسلط الضوء على التحدي المستمر للفنانين: الموازنة بين التعبير الشخصي والتوقعات العامة.
إرث من التمثيلات الفنية المختلطة
كانت الملكة إليزابيث الثانية، التي توفيت في عام 2022، واحدة من أكثر الشخصيات التي تم تصويرها على مستوى العالم وموضوع عدد لا يحصى من التفسيرات الفنية. ويشمل إرثها العديد من الصور المثيرة للجدل، مثل البورتريه الأخير لكاثرين، أميرة ويلز، الذي حظي بالثناء والانتقادات، حيث وصفها أحد النقاد بأنها “سيئة بشكل لا يطاق”. وبالمثل، أثارت أول صورة رسمية للملك تشارلز الثالث منذ تتويجه انقساماً في الآراء.
حتى اللوحات التاريخية واجهت تدقيقًا في بعضها، مثل لوحة لوسيان فرويد للملكة عام 2000، والتي تناقضت بشكل صارخ مع الصور الرومانسية وأثارت جدلاً بين النقاد والجمهور على حد سواء.
تحدي التمثيل الفني
في الوقت الذي يستمر فيه التمثال الجديد للملكة إليزابيث الثانية والأمير فيليب في جذب الانتباه، فإنه يجسد النقاش الدائر حول الفن العام ودوره في تخليد ذكرى الشخصيات التاريخية. وبينما يتبنى البعض هذا التكريم، يشكك آخرون في دقته وتمثيله. في نهاية المطاف، يعكس هذا النقاش حوارًا أوسع حول كيفية تكريمنا لأولئك الذين شكلوا تاريخنا.