فرنسا تحشد 15 ألف جندي لتعزيز أمن أولمبياد باريس

france-mobilizes-15,000-troops-to-fortify-paris-olympics-security

في خطوة واسعة النطاق لتعزيز الأمن خلال دورة الألعاب الأولمبية المقبلة في باريس، أعلن الجيش الفرنسي عن نشر قوة هائلة قوامها 15 ألف جندي. ويأتي هذا الإجراء الأمني ​​ضمن خطة شاملة لضمان سلامة الحدث الدولي المقرر إقامته العام المقبل.

تستعد باريس لتدفق الرياضيين والمتفرجين من خلال نشر ما يقرب من ثلثي الأفراد العسكريين داخل المنطقة، وهو خيار استراتيجي نظرا لأن معظم الأحداث الأولمبية ستقام هناك. ومن الإضافات المهمة إلى مشهد المدينة إنشاء معسكر عسكري مؤقت في حديقة جنوب شرق البلاد، مصمم لإيواء 5000 جندي. ويهدف هذا الإعداد إلى وضع الجنود على مقربة من الملاعب الأولمبية، وتسهيل الاستجابة السريعة إذا لزم الأمر.

وسوف يمتد نفوذ الجيش حتى إلى ما هو أبعد من المحور الرئيسي للأنشطة في باريس. وسيتم نشر القوات حتى تاهيتي، على بعد حوالي 10000 ميل، لحماية منافسات ركوب الأمواج الأولمبية. هناك، ستكون السفن البحرية حصنًا ضد التهديدات في المياه المثالية التي ستستضيف أفضل راكبي الأمواج في العالم.

إن الخطط الأمنية للألعاب الأولمبية، التي ستقام في الفترة من 26 يوليو إلى 11 أغسطس، تليها الألعاب البارالمبية، لا مثيل لها في تاريخ فرنسا. وتكمل مشاركة الجيش عشرات الآلاف من ضباط الشرطة وأفراد الأمن الخاص المقرر نشرهم أيضًا. وتمثل هذه الشبكة الأمنية الواسعة معًا التزام البلاد بإقامة دورة ألعاب أولمبية آمنة ومأمونة.

ولإضافة لمسة عصرية إلى الإجراءات الأمنية التقليدية، أصدرت الحكومة الفرنسية تشريعًا جديدًا يسمح باستخدام الكاميرات المجهزة بالذكاء الاصطناعي لمراقبة التهديدات المحتملة. ومع ذلك، فإن هذه الترقية التكنولوجية تأتي مع مجموعة من الخلافات الخاصة بها، حيث يقول النقاد إنها يمكن أن تنتهك الخصوصية والحريات المدنية، مع إمكانية ترك بصمة دائمة على سياسات المراقبة الفرنسية.

في الجو، الجيش الفرنسي لا يتراجع. ويجري إعداد مجموعة من الأصول الجوية، بما في ذلك طائرات الاستطلاع بدون طيار وطائرات أواكس لمراقبة المجال الجوي. كما تعد الطائرات المقاتلة والمروحيات القادرة على حمل القناصة والمعدات المضادة للطائرات بدون طيار جزءًا من استراتيجية الدفاع الجوي الشاملة.

وتضم القوة العسكرية التي يبلغ قوامها 15 ألف جندي جنودًا من دوريات مكافحة الإرهاب الموجودة بالفعل والمتمركزة بالفعل في جميع أنحاء البلاد، لحراسة مراكز النقل والمواقع الحساسة. ويشير هذا التكامل إلى مرونة المؤسسة العسكرية واستعدادها لزيادة أعدادها في حالة حدوث عجز في تعيين موظفين أمنيين خاصين للمشاركة في الألعاب الأوليمبية.

في الفترة التي تسبق الألعاب الأولمبية، لا يترك الجيش أي شيء للصدفة. وتجري تدريبات صارمة لضمان استعداد القوات لمجموعة من الأزمات المحتملة، من التهديدات الإرهابية إلى الكوارث الطبيعية. تعد عمليات المحاكاة هذه ضرورية لقدرة الجيش على الاستجابة بفعالية لأي حالة طوارئ خلال ما يعد بمشهد عالمي يشاهده الملايين حول العالم.

من المقرر أن تصبح دورة الألعاب الأولمبية في باريس بمثابة عرض لقدرة فرنسا على استضافة حدث دولي كبير أثناء التنقل في المشهد الأمني ​​المعقد للعالم الحديث. وبينما تستعد البلاد لهذا الحدث الكبير، سيكون التكامل بين الدقة العسكرية والتكنولوجيا المتقدمة أمرًا محوريًا في تقديم دورة ألعاب آمنة وناجحة.