في تحول للأحداث اتسم بتوتر أمني وسياسي شديد، وصل الرئيس السابق دونالد ترامب لحضور المرافعات الختامية لمحاكمته بتهمة الاحتيال المدني في نيويورك. جاءت هذه المرحلة الأخيرة من المحاكمة بعد فترة وجيزة من تهديد بوجود قنبلة استهدف مقر إقامة القاضي آرثر إنجورون، القاضي الذي يرأس القضية. وعلى الرغم من الانزعاج، فإن الإجراءات لم تتأخر، مما يعكس خطورة وإلحاح المحاكمة التي استحوذت على الاهتمام الوطني. وظل ترامب، المعروف بأسلوبه العدواني، شخصية بارزة في هذه الدراما القانونية، حيث ربط بين تطلعاته السياسية واستراتيجياته الدفاعية.
الحادث الذي وقع في منزل القاضي إنجورون في لونغ آيلاند، والذي وصفته شرطة مقاطعة ناسو بأنه “حادث ضرب”، يأتي في أعقاب سلسلة من التقارير الكاذبة المماثلة ضد مسؤولين عموميين. بعد أن اتخذ إنجورون قرارًا مهمًا بمنع ترامب من إلقاء ملاحظاته الختامية، أشار إلى الحاجة إلى التركيز على الأمور “ذات الصلة”، مما أدى إلى تهميش محاولة ترامب مخاطبة المحكمة شخصيًا.
انتقد دونالد ترامب، وهو شخصية رئيسية في السباق الرئاسي المقبل وشخصية محورية في هذه المحاكمة، القاضي إنجورون، مدعيا التواطؤ مع المدعي العام في نيويورك لاستهدافه بشكل غير عادل. وقال ترامب: “في هذه اللحظة، القاضي لا يسمح لي بالتلخيص لأنني سأطرح أشياء لا يريد سماعها”، واضعا القرار على أنه “تدخل سياسي”.
وتحدث محامي ترامب، كريستوفر كيس، لتأكيد موقف الدفاع، مشددًا على عدم وجود أدلة شهادة على الاحتيال. ورسم المحاكمة على أنها تحرك سياسي من قبل المدعي العام في نيويورك ليتيتيا جيمس، الذي يسعى إلى فرض عقوبات كبيرة على ترامب. موقف جيمس هو أن ترامب قام بتضخيم قيم أصوله بشكل صارخ لتحقيق مكاسب مالية، وهو ادعاء ينفيه ترامب بشدة، مؤكدا براءته ووقوعه ضحية من قبل خصومه السياسيين.
وكان القاضي إنجورون، الذي أشرف على القضية بدون هيئة محلفين وفقًا لطبيعة الدعوى، قد ألمح سابقًا إلى المسؤولية المحتملة لترامب والمتهمين معه في بعض الادعاءات. وقد يكون لنتيجة المحاكمة، المتوقعة بحلول نهاية الشهر، آثار كبيرة على العمليات التجارية لترامب ومساره السياسي.
مع اقتراب المحاكمة من نهايتها، ينكشف مزيج التعقيد القانوني والدراما السياسية المحيطة دونالد ترامب. ومع تقديم الفريق القانوني للرئيس السابق مرافعاته النهائية ومن المقرر أن يتبعها الادعاء، تعد القضية لحظة محورية في علاقة ترامب المثيرة للجدل مع النظام القانوني. تعكس هذه المحاكمة، التي تجاوزت الحدود القانونية ودخلت في الخطاب السياسي، الملحمة المستمرة لشخصية لا تزال في مركز المشهد السياسي والقانوني في أمريكا.