في خطوة تهدف إلى تعزيز مؤهلات أوروبا الخضراء وتعزيز قدرتها التنافسية الصناعية، وافقت حكومات الاتحاد الأوروبي رسميًا على قانون الصناعة الصفرية الصافية (NZIA) يوم الاثنين. تم تصميم هذا التشريع الرائد لدفع الاتحاد الأوروبي نحو إنتاج 40٪ من الألواح الشمسية، وتوربينات الرياح، والمضخات الحرارية، وغيرها من معدات التكنولوجيا النظيفة محليا. ومن خلال تقليل الاعتماد على الواردات، وخاصة من عمالقة التصنيع العالمي مثل الصين، يهدف الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز مكانته في سوق التكنولوجيا الخضراء المزدهر ودرء المنافسة من الولايات المتحدة.
ومن المقرر أن تدخل اتفاقية نيوزيلندا الجديدة، التي تمثل حجر الزاوية في أجندة المناخ الطموحة للاتحاد الأوروبي، حيز التنفيذ في الأشهر المقبلة في انتظار التوقيعات النهائية من رؤساء البرلمان الأوروبي والمجلس. وبمجرد نشره في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي، فإن القانون سوف يبشر بعصر جديد من التنمية الصناعية الخضراء في جميع أنحاء الكتلة.
وفي قلب NZIA يكمن تصميم الاتحاد الأوروبي ليس فقط على قيادة الجهود الرامية إلى خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، بل وأيضاً لتأكيد هيمنته على تصنيع التكنولوجيا اللازمة لتحقيق هذا الهدف. ومع التوقعات بأن الصين تسيطر حالياً على نسبة مذهلة تبلغ 80% من القدرة التصنيعية العالمية في مجال الطاقة الشمسية، ومع تقديم الولايات المتحدة إعانات دعم خضراء كبيرة بموجب قانون خفض التضخم، فإن الاتحاد الأوروبي يدرك الحاجة الملحة إلى تأمين موطئ قدم له في هذه الصناعة.
إن أهداف الاتحاد الأوروبي بموجب NZIA طموحة، حيث تهدف إلى إنتاج 40% من المنتجات المطلوبة لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول عام 2030. وتشمل هذه المنتجات مجموعة واسعة من تقنيات الطاقة النظيفة، بما في ذلك مصادر الطاقة المتجددة، والطاقة النووية، والمضخات الحرارية، والمحللات الكهربائية، وتكنولوجيا احتجاز الكربون. وبالنظر إلى المستقبل، يهدف الاتحاد الأوروبي إلى الحصول على 15% من الإنتاج العالمي لهذه التقنيات بحلول عام 2040.
لتسهيل تحقيق هذه الأهداف، تقترح وكالة NZIA تبسيط عملية إصدار التصاريح للمشاريع التي تعزز قدرات التصنيع في الاتحاد الأوروبي. ومن خلال استهداف إصدار التصاريح خلال إطار زمني يتراوح بين ستة وتسعة أشهر، يسعى التشريع إلى تسريع تطوير ونشر البنية التحتية للتكنولوجيا الخضراء في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي.
علاوة على ذلك، تقدم NZIA تحولًا كبيرًا في ممارسات الشراء، حيث تلزم السلطات العامة بمراعاة عوامل الاستدامة والمرونة إلى جانب السعر عند شراء منتجات التكنولوجيا النظيفة. ومع تخصيص نسبة 30% لهذه الاعتبارات، يهدف الاتحاد الأوروبي إلى ضمان تقليل اعتماده على العرض من دولة ثالثة واحدة، وبالتالي تعزيز مرونة سلاسل توريد التكنولوجيا النظيفة.
ورغم أن طموحات الاتحاد الأوروبي تستحق الثناء، فإن التحديات تلوح في الأفق، وخاصة في قطاع الطاقة الشمسية. في الوقت الحالي، توفر الشركات المصنعة في الاتحاد الأوروبي أقل من 3% من عمليات نشر الألواح الشمسية داخل الاتحاد الأوروبي، مما يسلط الضوء على المعركة الشاقة التي يواجهونها في الحصول على حصة كبيرة من السوق. ومع ذلك، فإن قطاع طاقة الرياح يقدم صورة واعدة أكثر، حيث يتباهى الاتحاد الأوروبي بموطئ قدم أقوى، وإن كان تحت ضغط متزايد من المنافسين الصينيين.
ومع اقتراب NZIA من التنفيذ، ستتجه كل الأنظار نحو الاتحاد الأوروبي وهو يتغلب على التعقيدات المرتبطة بتعزيز إنتاج التكنولوجيا الخضراء المحلية مع تحقيق التوازن بين القدرة التنافسية الاقتصادية والاستدامة البيئية. ومع تسارع التحول العالمي إلى الطاقة المتجددة، فإن التزام الاتحاد الأوروبي بتعزيز صناعة التكنولوجيا الخضراء المحلية النابضة بالحياة يشير إلى خطوة جريئة نحو مستقبل أكثر خضرة واستدامة للجميع.