تحول تجمع انتخابي في شمال المكسيك إلى مأساوي بعد انهيار مسرح وسط رياح شديدة، مما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص على الأقل، من بينهم طفل، وإصابة 121 آخرين. ووقع الحادث خلال فعالية حضرها خورخي ألفاريز ماينز، المرشح الرئاسي الذي نجا بأعجوبة من الفوضى.
والتقطت مقاطع الفيديو المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي المشهد المروع عندما انهارت المنصة، مما أدى إلى حالة من الذعر بين الحاضرين. ووسط الصراخ والفوضى، هرع الأفراد إلى بر الأمان، بينما شوهد آخرون محاصرين تحت أعمدة معدنية.
وسرعان ما استجاب حاكم ولاية نويفو ليون، وأعلن تعليق فعاليات الحملة الانتخابية المقبلة في أعقاب الكارثة. وعلى الفور تم حشد جهود الإنقاذ، حيث وصل الجنود والشرطة والمستجيبون للطوارئ إلى موقع المأساة.
وتشير التقارير إلى أن 94 من المصابين تلقوا العلاج وخرجوا من المستشفى، في حين ظل 27 شخصا في المستشفى، ويخضع العديد منهم لعمليات جراحية. وكانت العديد من الإصابات خطيرة، بما في ذلك كسور في الجمجمة، مما يسلط الضوء على خطورة الحادث.
وقدم الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور تعازيه للضحايا وعائلاتهم، مؤكدًا أن حزب حركة المواطنين الذي يتزعمه ماينز لا يتحمل أي مسؤولية عن الكارثة. وجاءت تصريحات الرئيس وسط موجة من التضامن تدفقت من جميع أنحاء المكسيك، مع التعازي التي قدمها المرشحون الرئاسيون الآخرون أيضًا.
وخرج خورخي ألفاريز ماينز، الذي كان حاضرا في المسيرة، دون أن يصاب بأذى وتوجه إلى وسائل التواصل الاجتماعي لطمأنة المؤيدين على سلامته. وأكد المرشح الرئاسي على الأهمية القصوى لإعطاء الأولوية لرعاية ودعم الضحايا المتضررين من هذه المأساة.
تسلط روايات شهود العيان الضوء على الرعب والدمار الذي شهدته المنطقة بشكل مباشر. وأعربت أليخاندرا جاميز إسكاليرا، التي فقدت والدها وشقيقها غير الشقيق في الانهيار، عن أسفها لقرار حضور الحدث، مما يعكس طبيعة الكارثة التي يمكن تجنبها.
ووجه الحادث ضربة قوية لحملة ماينز الرئاسية، حيث يتخلف حاليا عن المتسابقين الأوفر حظا كلوديا شينباوم وزوتشيتل جالفيز في استطلاعات الرأي. أعرب كل من شينباوم وجالفيز عن تعازيهما وتضامنهما مع الضحايا، حيث ألغى شينباوم حدثًا انتخابيًا في مونتيري كدليل على الاحترام.
وقعت هذه المأساة على خلفية موسم حملات انتخابية شديد التنافس في المكسيك، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية وعلى مستوى الولايات والبلديات في الثاني من يونيو/حزيران. ومع ذلك، فإن الترقب السعيد للديمقراطية الانتخابية قد طغى عليه الواقع الكئيب للخسارة والحزن.
ويضيف انهيار المسرح إلى سلسلة التحديات التي واجهتها خلال موسم الحملات الانتخابية هذا، في أعقاب الاتجاه المقلق للعنف الذي يستهدف المرشحين المحليين. وقد ألقى مقتل ما يقرب من عشرين مرشحا للمناصب المحلية بظلاله على العملية الانتخابية، مما يؤكد هشاشة الديمقراطية في مواجهة الشدائد.
وبينما تتكشف التحقيقات في سبب انهيار المسرح، تظل الأسئلة قائمة بشأن إجراءات السلامة المطبقة في فعاليات الحملة ومحاسبة المنظمين. ووسط الحزن والحداد، هناك دعوة جماعية للتفكير والعمل لمنع تكرار مثل هذه المآسي في المستقبل.
إن آثار انهيار المرحلة هي بمثابة تذكير واقعي بالمخاطر والمسؤوليات الكامنة المرتبطة بالمشاركة السياسية، مما يؤكد الحاجة إلى اليقظة والمساءلة في حماية السلامة العامة. في خضم المأساة، تتحد المجتمعات في التضامن، بحثًا عن العزاء والقوة وسط الشدائد.