كشف إيلون ماسك عن الأسباب الكامنة وراء الانهيار الأخير في منصة التواصل الاجتماعي “إكس” التي كانت تُعرف سابقاً باسم تويتر، وذلك في حلقة جديدة من الصعوبات التقنية. وقع الحادث خلال مقابلة مرتقبة مع الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي تأخرت لمدة 42 دقيقة بسبب ما وصفه ماسك بهجوم الحرمان من الخدمة الموزعة (DDOS) وأخطاء من قبل موظفي المنصة.
وأوضح ماسك أن طبيعة المقابلة تضمن احتمال 100٪ من هجمات DDOS، وإغراق خوادم X بحركة مرور وهمية. يتم تنفيذ هذا النوع من الهجمات عادةً عن طريق شبكات الروبوتات الضخمة التي تغرق الخوادم بحركة مرور وهمية لإسقاط المنصات أو المواقع الإلكترونية. في حين أن الشركات غالبًا ما تستخدم خدمات طرف ثالث لتحديد وحظر مثل هذه الزيارات المزيفة، إلا أنه لا يزال من غير الواضح ما هي التدابير المحددة التي تطبقها X لمواجهة هذه الهجمات. بعد انقطاع عالمي للتكنولوجيا الشهر الماضي مرتبط بشركة CrowdStrike، أعلن ماسك أن X أوقفت استخدامها لشركة الأمن السيبراني، على الرغم من أنه من غير المؤكد ما إذا كانت خدماتها ستخفف من حدة هذا الحادث المحدد.
وبالإضافة إلى هجوم DDOS، أقرّ ماسك بأن الأخطاء غير المقصودة التي ارتكبها موظفو X ساهمت في حدوث الصعوبات التقنية. وعلى الرغم من هذه التحديات، أثنى ماسك على فريق عمله لجهودهم في التصدي للهجمات وتصحيح أخطائهم، مما ضمن استمرار المقابلة. وقد أعادت هذه الحادثة إلى الأذهان موقفاً مشابهاً في مايو 2023، عندما تعرض إعلان حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس عن ترشحه للرئاسة لمشاكل تقنية أثناء بث المقابلة على X. فقد انقطع الصوت خلال الدقائق الأولى، مما أجبر على إعادة تشغيل الجلسة وتأخيرها لمدة نصف ساعة تقريباً.
أعادت المشاكل التقنية التي حدثت أثناء مقابلة ترامب ذكريات حدث ديسانتيس الذي وصفه ترامب على منصة التواصل الاجتماعي الخاصة به “تروث سوشيال” بـ “الكارثة”. في ذلك الوقت، كانت شركة X تعاني من سلسلة من الأعطال والانقطاعات، والتي من المحتمل أن تكون نتيجة لعمليات التسريح الكبيرة التي أعقبت استحواذ ماسك على الشركة. وعلى الرغم من أن ماسك عيّن منذ ذلك الحين ليندا ياكارينو في منصب الرئيس التنفيذي، إلا أنه لا يزال يشرف على العمليات الفنية للمنصة.
ولتجنب تكرار أخطاء الماضي، ذكر ماسك أن شركة X قامت باختبار أنظمتها للتأكد من قدرتها على إدارة ما يصل إلى 8 ملايين بث متزامن. وعلى الرغم من هذه الاستعدادات، قوبل المستخدمون الذين حاولوا الوصول إلى مقابلة ترامب في الوقت المحدد لبداية المقابلة بشاشات رمادية، ولم يتمكنوا من الانضمام إلى البث. ويثير استمرار مثل هذه المشكلات تساؤلات حول مدى جاهزية المنصة ومرونتها في التعامل مع الأحداث ذات الازدحام الشديد.
لم يتم تفصيل أخطاء الموظفين المحددة التي ذكرها ماسك، كما لم يكن من الواضح كيف استهدف هجوم DDOS البث المحدد دون التأثير على منصة X الأوسع، والتي ظلت تعمل خلال كارثة مقابلة ترامب. ومع ذلك، بدأت المقابلة في نهاية المطاف، وأعلن كل من ماسك وإكس نجاحها. وذكرت الشركة أن البث الصوتي حصل على 73 مليون “مشاهدة”، على الرغم من أن تعريف هذا المصطلح لا يزال غامضاً.
يؤكد هذا الحادث على التحديات المستمرة التي تواجهها X تحت قيادة ماسك. يسلط صراع المنصة مع الموثوقية التقنية، لا سيما خلال الأحداث رفيعة المستوى، الضوء على الحاجة إلى دفاعات قوية ضد الهجمات الإلكترونية ونهج أكثر انسيابية للعمليات الداخلية. ومع استمرار تطور X في التطور، فإن قدرتها على تقديم تجارب مستخدمين سلسة خلال الأحداث الكبرى ستكون حاسمة للحفاظ على مصداقيتها وقاعدة مستخدميها.
كما أن الانهيار الأخير يسلط الضوء على الآثار الأوسع نطاقاً المترتبة على عمليات التسريح الكبيرة والتغييرات الهيكلية داخل شركات التكنولوجيا. فغالباً ما ترتبط القدرة على إدارة المشاكل التقنية والتخفيف من حدتها ارتباطاً مباشراً بخبرة الموظفين وجاهزيتهم. وفي أعقاب تدابير ماسك العدوانية لخفض التكاليف، والتي شملت تسريح أعداد كبيرة من الموظفين، أصبح استقرار عمليات شركة X تحت المجهر.
تُعد مقابلة ترامب المتأخرة على X بمثابة تذكير بالتوازن المعقد بين الدفاع السيبراني والكفاءة الداخلية والقدرة على التعامل مع سيناريوهات حركة المرور العالية. وبينما تتغلب المنصة على هذه التحديات، سيتوقف نجاحها المستقبلي على تعزيز بنيتها التحتية التكنولوجية وضمان تجربة مرنة وخالية من الأخطاء لمستخدميها.