أشعلت عملية القتل الرحيم الأخيرة للسنجاب “بندق”، وهو سنجاب مشهور على إنستغرام، عاصفة سياسية حول السياسات واللوائح الحكومية، حيث أعرب جمهوريون وشخصيات عامة بارزة عن غضبهم. وقد احتجزت سلطات ولاية نيويورك السنجاب “بندق”، الذي اكتسب شهرة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتم قتله الرحيم استجابةً للشكاوى. أصبحت الحادثة منذ ذلك الحين نقطة محورية في المناقشات حول التدخل الحكومي، حيث يرى المحافظون أن هذا الإجراء يعكس سيطرة حكومية مفرطة.
وقد أشار القادة الجمهوريون إلى الحدث كدليل على ما يسمونه “تجاوزات الديمقراطيين”. وقد اكتسب الجدل زخمًا بعد أن سلط دونالد ترامب الابن الضوء على الحادثة، مقارنًا قرار الحكومة بالقتل الرحيم للسنجاب الأليف بتساهلها في مجالات أخرى، لا سيما في مجال تطبيق القانون الجنائي. وقد ردد ملاحظاته المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس، السيناتور جيه دي فانس، الذي ذكر أن الرئيس السابق دونالد ترامب كان منزعجًا بشكل خاص من القرار. وشدّد فانس على تأثير مثل هذه الحوادث، مقدمًا إياها على أنها رمز لأولويات الحكومة التي قال إنها تفتقر إلى الرحمة والعقلانية.
وقد جاء قرار الولاية بمصادرة السنجاب “بندق” والقتل الرحيم بناءً على شكاوى عديدة، مما دفع سلطات نيويورك إلى مداهمة منزل مارك لونغو، مالك السنجاب “بندق”. كان منزل لونغو، الذي يقع بالقرب من حدود بنسلفانيا، منزل السنجاب منذ أن أنقذه قبل سبع سنوات. وعلى الرغم من الجهود التي بذلها لونغو لرعاية الحيوان، إلا أن السلطات جادلت بأن اختبار السنجاب والراكون الإضافي فريد، من أجل الكشف عن داء الكلب كان ضرورياً. وقد طعن لونغو منذ ذلك الحين في إجراءات الولاية، متسائلاً عن سبب عدم وضع الحيوانات في الحجر الصحي بدلاً من ذلك، وأصر على أن “بندق” لم يعض أي شخص ولم يشكل أي تهديد للصحة العامة.
وبعد عملية القتل الرحيم، أعرب لونغو عن خيبة أمله العميقة من السلطات وأعرب عن أسفه لفقدان حيواناته الأليفة المحبوبة. وقد أطلق حملة GoFundMe، وخصص عائداتها لمزرعة P’nut’s Freedom Farm، وهي محمية للحيوانات توفر الرعاية للحيوانات الضعيفة. يأمل لونغو أن تؤدي هذه المأساة إلى زيادة الوعي حول السياسات الحكومية المتعلقة بملكية الحيوانات الأليفة والدعوة إلى اتباع نهج أكثر إنسانية في إدارة الحياة البرية. وقد ذكر أن التبرعات ستدعم الجهود الرامية إلى السعي إلى مساءلة إدارة الحفاظ على البيئة في نيويورك (DEC) وستدفع هدفه المتمثل في تعزيز رعاية الحيوانات.
وقد وصل رد الفعل العام على وفاة “بندق” إلى مستويات جديدة مع وجود أصوات مؤثرة أضافت انتقاداتها الخاصة لتدخل الحكومة. فقد عبّر إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا وسبيس إكس، عن معارضته الشديدة متسائلاً عن الحاجة إلى القتل الرحيم لبندق بدلاً من إطلاقه في البرية. وقد انتشر تعليق ماسك على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أشار إلى أن الحادث يرمز إلى تجاوز أوسع لسلطة الحكومة، وذهب إلى حد ربط التصويت للرئيس السابق ترامب بالتصويت الرمزي لصالح عدالة بندق. واكتسب هذا الربط شهرة كبيرة، حيث حصد منشور ماسك أكثر من 35 مليون مشاهدة.
كما انضم بيل أكمان، الرئيس التنفيذي لشركة بيرشينج سكوير والشخصية المؤثرة في الأوساط المالية، إلى النقاش. وحذّر أكمان من أن حوادث مثل القتل الرحيم لبوت قد تنذر بتهديدات أوسع للحريات الشخصية. وتعكس ملاحظاته مخاوف متزايدة بين الأوساط المحافظة من أن التدخل الحكومي قد يمتد إلى الحياة الخاصة بطرق متزايدة التوغل.
وبينما تتكشف المناقشات حول موت بندق، حظيت القضية باهتمام وطني، وأصبحت نقطة تجمع رمزية لمنتقدي الرقابة والتدخل الحكومي. وتدعو حملة GoFundMe التي أطلقها لونغو بهدف تخليد ذكرى كل من جوز وفريد إلى إيلاء المزيد من الاهتمام لإدارة الحياة البرية وتهدف إلى دعم جهود إنقاذ الحيوانات المستمرة. وتؤكد رسالته على الاعتقاد بأن حياة “بندق” وإرثه يمثلان الحاجة إلى التعاطف في التعامل مع الحياة البرية وملكية الحيوانات الأليفة، خاصة بالنسبة للحيوانات التي يتم إنقاذها وإعادة تأهيلها من قبل المواطنين العاديين.
توضح هذه القضية انقسامًا متزايدًا في وجهات نظر الأمة حول السيطرة الحكومية، حيث يدعو البعض إلى تقليل التدخل في الأمور الشخصية ويدافع آخرون عن السياسات التي تعطي الأولوية للصحة والسلامة العامة. وقد أصبح الجدل حول القتل الرحيم لـ”بونت” عدسة ينظر من خلالها الكثيرون إلى التوازن بين السلطة والرحمة والحرية الفردية. في حين أن النتائج النهائية لاستئناف لونغو لا تزال غير مؤكدة، لا تزال قصة بندق تتردد أصداؤها، مما يدفع إلى إلقاء نظرة فاحصة على السياسات التي تؤثر على ملكية الحيوانات الأليفة والتفاعلات مع الحياة البرية في جميع أنحاء البلاد.
من خلال الدعم العام وجمع التبرعات، تهدف لونغو إلى ضمان أن يؤدي إرث بونت إلى تغيير إيجابي في ممارسات إدارة الحياة البرية. وفي الوقت نفسه، سلطت قصة السنجاب الصغير ومالك الحيوانات الأليفة القلق الضوء على أسئلة أكبر حول دور الحكومة في الحياة اليومية، وهو موضوع من المرجح أن يظل في دائرة الضوء مع بداية الموسم السياسي لعام 2024.