بدأ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، تحقيقًا مع لويس روبياليس، رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم، بعد ظهور لقطات له وهو يقبل بالقوة جينيفر هيرموسو، لاعبة منتخب إسبانيا المتوج بكأس العالم.
ووفقاً للفيفا، فإن هذه الحادثة قد تنتهك أحكام المادة 13 من قانونها التأديبي، الذي يتناول انتهاكات قوانين اللعبة، وخاصة تلك المتعلقة بـ “السلوك اللائق”.
في أعقاب فوز إسبانيا بكأس العالم، يواجه روبياليس انتقادات مكثفة، لا سيما من الكيانات البارزة في كرة القدم النسائية الإسبانية، بسبب تصرفاته. وتطالب الرابطة التي تمثل لاعبات كرة القدم في إسبانيا بفرض عقوبات على روبياليس، وتدين “التحيز الجنسي” و”الذكورة”.
وشددت رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين (FUTPRO) على أن “فريقنا بطل العالم يجب أن يتجسد دائمًا في شخصيات تؤيد الاحترام والمساواة”. إنهم ملتزمون بضمان بقاء اللاعبين محميين من مثل هذه الإجراءات المرفوضة.
ووقع الحادث بعد فوز إسبانيا على إنجلترا 1-0. وعبرت هيرموسو (33 عاما) عن انزعاجها ودهشتها بشأن القبلة. في بيان صدر مؤخرا، كشفت أنها، جنبا إلى جنب مع وكالتها TMJ، سوف تعالج هذه القضية بنشاط.
كما قدمت منظمة العفو الدولية دعمها إلى هيرموسو، وحثت الاتحاد الإسباني لكرة القدم على اتخاذ إجراءات فورية، تركز على سلامة اللاعب. إذا لم يتم التعامل مع الأمر من قبل الاتحاد الإسباني لكرة القدم، فإن المنظمة تخطط لمخاطبة المجلس الأعلى للرياضة الإسباني (CSD).
وفي توبيخ حاد، وصفت رابطة كرة القدم النسائية في إسبانيا، تصرفات روبياليس بأنها “بغيضة” وتقدمت بشكوى رسمية إلى لجنة التنمية المستدامة. وأكد بيانهم أن مثل هذا السلوك يشوه الإنجازات الكبرى في الرياضة الإسبانية.
واعترف روبياليس بالخطأ الفادح، وأعرب عن أسفه. وأوضح وجهة نظره قائلاً إن الفعل يُنظر إليه داخل دائرتهم بشكل مختلف عنه في المجال العام. ومع ذلك، أعرب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن أن هذا الاعتذار لم يكن كافيا.
أثار هذا الحادث إدانة واسعة النطاق، حيث وصفت شخصيات مختلفة تصرفات روبياليس بأنها مقيتة.
ويعتزم اتحاد الكرة مناقشة هذا الأمر في اجتماعه القادم رغم عدم إدراجه في جدول الأعمال الرسمي. إذا ظل الاتحاد سلبيًا، فإن رئيس لجنة التنمية المستدامة فيكتور فرانكوس ينوي التدخل.
وتنشأ هذه القضية وسط الخلاف المستمر بين لاعبي إسبانيا ومدربهم خورخي فيلدا والاتحاد. وفي العام الماضي، هددت 15 عضوة بارزة في الفريق النسائي بالاستقالة ما لم يتم إجراء تعديلات جوهرية في قسم التدريب. وتفاقم هذا بسبب فضيحة أخرى تورط فيها فيلدا في حادثة منفصلة خلال كأس العالم.
تؤكد الخلافات المحيطة بكرة القدم الإسبانية، بدءًا من قيادتها العليا وحتى طاقمها الفني، على ضرورة وجود قدر أكبر من الرقابة والمساءلة في عالم الرياضة. مع استمرار العالم في التطور، يظل تعزيز قيم الاحترام والمساواة واللياقة أمرًا بالغ الأهمية. مع تدخل كيانات عالمية كبرى مثل FIFA، من المأمول ألا تحظى مثل هذه الحوادث بالعدالة الواجبة فحسب، بل ستحفز التغييرات المنهجية داخل المنظمات الرياضية. بينما يحتفل الفريق النسائي الإسباني بفوزه التاريخي بكأس العالم، فمن الضروري ألا تطغى الأحداث خارج الملعب على إنجازاته بل أن تكون بمثابة منارة للتغيير الإيجابي.