في تطور حديث جعل كثيرين يتساءلون عن مشاركة المملكة المتحدة في الضربات العسكرية على المتمردين الحوثيين في اليمن، يعكس قرار رئيس الوزراء ريشي سوناك بنشر القوات مشهدًا سياسيًا متعدد الأوجه. ونتناول هنا النقاط الأساسية والتعقيدات المحيطة بهذا القرار:
ويستهدف المتمردون الحوثيون، الذين يسيطرون على شمال اليمن، بنشاط السفن التي تبحر عبر البحر الأحمر. وقد أدت هذه الهجمات إلى تعطيل طرق التجارة الحيوية، مما تسبب في تأخيرات وزيادة التكاليف وتعطيل سلاسل التوريد، مع ما يترتب على ذلك من آثار محتملة على اقتصاد المملكة المتحدة.
وكانت الأمم المتحدة قد أعربت عن مخاوف جدية بشأن هجمات الحوثيين على سفن الشحن، مما دفع إلى التحرك. وقررت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بشكل مشترك التدخل، بهدف حماية طريق التجارة الأساسي ودعم القانون الدولي.
ويزعم المتمردون الحوثيون أن هجماتهم على السفن تأتي رداً على العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، مما يضيف طبقة من التعقيد إلى الوضع. وفي حين تصر الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على أن الهجمات لا علاقة لها بالصراع بين إسرائيل وحماس، فإن الحوثيين ينظرون إليها بشكل مختلف، مما يثير مخاوف من تورط أوسع في الشرق الأوسط.
ودعمت المملكة المتحدة منذ فترة طويلة التحالف الذي تقوده السعودية في الغارات الجوية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، مما أدى إلى اتهامات بانتهاك القانون الدولي وسقوط آلاف الضحايا المدنيين. يضيف هذا التاريخ بعدًا آخر للوضع الحالي، حيث قد يُنظر إلى تصرفات المملكة المتحدة على أنها انحياز إلى أحد الجانبين في الصراع المستمر.
علاوة على ذلك، فإن المتمردين الحوثيين هم حلفاء معروفون لإيران، الدولة ذات النفوذ المتزايد في الشرق الأوسط. لقد زودت إيران المتمردين بالأسلحة والخبرة، وتعززت روابطهم مع مرور الوقت. ويضيف استخدام الحوثيين للطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية ضد سفن الشحن الدولية بعدًا جيوسياسيًا للصراع.
كان قرار رئيس الوزراء ريشي سوناك بالمشاركة في الضربات العسكرية مدفوعًا بالحاجة إلى حماية طرق التجارة الحيوية واحترام القانون الدولي. ومع ذلك، فإنه يثير تساؤلات حول التزام المملكة المتحدة ومشاركتها على المدى الطويل في صراع الشرق الأوسط الأوسع.
بالنسبة لزعيم حزب العمال كير ستارمر، فإن دعم هذه الضربات يمثل تحديات داخل حزبه، لأنه يتعارض مع موقف بعض النواب فيما يتعلق بالصراع في غزة ووعوده السابقة بطلب إجراء تصويت برلماني على الأعمال العسكرية.
في عالم أصبحت فيه الدول المهيمنة أقل ارتباطا بالقواعد الدولية التقليدية، يتصارع القادة الغربيون، بما في ذلك رئيس وزراء المملكة المتحدة وزعيم حزب العمال، مع قرارات معقدة لها آثار عالمية. إن القرار بشن ضربات عسكرية على المتمردين الحوثيين في اليمن، الذي يبدو واضحا للوهلة الأولى، هو في الواقع قرار متعدد الأوجه ويشكل تحديا سياسيا.